الأسهم الآسيوية والعملات ترتفع وسط توقعات بخفض الفائدة من الفيدرالي الأمريكي
ارتفعت معظم الأسهم الآسيوية يوم الخميس، في الوقت الذي استعادت فيه العملات بعض خسائرها الأخيرة، مدفوعة بضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الشهر المقبل. وأدى هذا المناخ إلى عودة المستثمرين نحو الأصول الإقليمية الأكثر مخاطرة، مع تنامي التفاؤل بشأن نمو الاقتصاد العالمي وسط استقرار الأسواق المالية.
قاد الوون الكوري الجنوبي انتعاش العملات الآسيوية، حيث ارتفع بنسبة 0.4% إلى 1,388 مقابل الدولار الأمريكي بعد أن أبقى بنك كوريا المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما كان متوقعًا على نطاق واسع. وقد انعكس ذلك إيجابًا على مؤشر كوسبي في سيول الذي صعد بنسبة 0.5%.
وفي أسواق العملات الأخرى، ارتفع كل من البات التايلاندي والدولار التايواني بنسبة 0.2%، بينما حافظت الروبية الإندونيسية والبيزو الفلبيني والرينجت الماليزي على استقرار نسبي.
وعكست أسواق الأسهم في المنطقة اتجاهًا إيجابيًا أوسع، حيث ارتفع مؤشر جاكرتا الرئيسي ومؤشر كوالالمبور القياسي بنسبة 0.4% لكل منهما، فيما سجل مؤشر شنغهاي المركب صعودًا بنسبة 0.6%، متفوقًا على نظرائه الإقليميين. وفي الفلبين، ظل البيزو مستقراً، بينما تراجع مؤشر بورصة مانيلا بنسبة 0.5% مع تمركز المستثمرين قبيل إعلان قرار متوقع بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من بنك الفلبين المركزي في وقت لاحق من اليوم.
وقالت المحللة الاستراتيجية للعملات في «بي إن بي باريبا» باريشا سايمبي: "هناك مجال لبعض البنوك المركزية الآسيوية لمزيد من التيسير النقدي، خصوصًا في إندونيسيا والفلبين، حيث يمكن أن تدعم معدلات النمو الضعيفة من خلال سياسات نقدية داعمة. كما قد تنضم ماليزيا إذا تباطأ النمو الأمريكي بشكل حاد، ما قد يدفع الفيدرالي لمزيد من التخفيضات."
زاد المتعاملون رهاناتهم على خفض الفائدة من الفيدرالي الشهر المقبل بعد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، التي أشار فيها إلى أن خفض أسعار الفائدة ممكن. وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% في ثالث جلسة انخفاض متتالية، مع تعرض الدولار لضغوط إضافية نتيجة تصاعد الضغوط السياسية على سياسة الفيدرالي، بما في ذلك محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأثير على القرارات النقدية.
وبحسب تقديرات السوق، بلغت احتمالات خفض الفائدة ربع نقطة في الشهر المقبل 84%، مع تسعير إجمالي 56 نقطة أساس من التخفيضات بحلول نهاية العام. وأشارت سايمبي إلى أن العملات الأكثر حساسية لمخاوف استقلالية الفيدرالي هي تلك التي تحتفظ بتعرض أكبر للأصول الأمريكية غير المغطاة، مثل الصين وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة في السياق الآسيوي.
وفي الوقت نفسه، شهدت أسواق الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان تقلبات قبل أن تغلق منخفضة بنسبة 0.2%، حيث طغت المخاوف بشأن آفاق شركة إنفيديا في الصين على نتائج أرباح قوية من عملاق الذكاء الاصطناعي، ما أثر على العقود الآجلة للأسهم الأمريكية لاحقًا.
