وليد جمال الدين: المنطقة الاقتصادية شريك استراتيجي لليابان في الطاقة النظيفة والصناعات الخضراء

بتشريف وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، شارك وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، في فعاليات الدورة الثانية عشرة لمجلس الأعمال المصري الياباني والمنتدى المصري الياباني للاستثمار، المنعقدين في العاصمة اليابانية طوكيو، بمشاركة كبار المسؤولين وممثلي مجتمع الأعمال من البلدين. وتأتي هذه المشاركة في إطار سعي مصر لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع اليابان، خصوصًا في مجالات الطاقة النظيفة والصناعات الخضراء، التي باتت تمثل أولوية قصوى للاقتصاد العالمي.

الخطيب: تنسيق حكومي شامل لتنفيذ 209 إصلاحات في الإطار التشريعي والخدمات الرقمية

اتفاقية بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وإيتوتشو اليابانية وأوراسكوم لتزويد السفن بالأمونيا

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد وليد جمال الدين على متانة العلاقات المصرية اليابانية التي تمتد لعقود، مشيرًا إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت منصة استراتيجية للصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية المتقدمة، بفضل موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط البحرين الأحمر والمتوسط ويجعلها نقطة محورية للتجارة العالمية. وأوضح أن الهيئة تستهدف أن تكون شريكًا رئيسيًا لليابان في مسارات الطاقة الجديدة والهيدروجين الأخضر، بما يتماشى مع خطط مصر للتحول نحو اقتصاد مستدام.

وأضاف رئيس الهيئة أن المنطقة الاقتصادية باتت تضم أربع مناطق صناعية متكاملة نجحت في استقطاب استثمارات عالمية في أكثر من 21 قطاعًا صناعيًا، تشمل الصناعات الدوائية والطبية وصناعة السيارات والبطاريات الكهربائية، إلى جانب الصناعات الخضراء. وأشار إلى أن الهيئة توفر حوافز استثمارية متميزة تشمل إعفاءات ضريبية وجمركية وبنية تحتية متطورة، فضلاً عن نظام الشباك الواحد الذي يسرّع من إجراءات التراخيص ويوفر بيئة أعمال مرنة وشفافة.

وخلال المنتدى، شهدت الفعاليات توقيع اتفاقيتين تعاون استراتيجيتين مع شركاء يابانيين. تمثلت الأولى في اتفاقية بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشركة إيتوشو اليابانية (ITOCHU) بالتعاون مع شركة أوراسكوم للإنشاءات، لتطوير وتشغيل مرافق متكاملة لتزويد السفن بالأمونيا كوقود بحري في موانئ السخنة وشرق بورسعيد، بما يسهم في خفض الانبعاثات وتعزيز توجه الهيئة نحو الطاقة المستدامة في قطاع النقل البحري. أما الاتفاقية الثانية فجاءت مع حكومة طوكيو (TMG) لتعزيز التعاون في مجالات الهيدروجين الأخضر، من خلال تبادل الخبرات وتحفيز الطلب ودعم التطبيقات المستقبلية للطاقة النظيفة.

وعلى هامش المنتدى، عقد وليد جمال الدين اجتماعًا مع قيادات شركة سوميتومو اليابانية “Sumitomo”، حيث جرى بحث إمكانية إنشاء منطقة صناعية جديدة بنظام المطور الصناعي داخل نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لتكون منصة جاذبة للاستثمارات اليابانية والآسيوية. كما تناول الاجتماع فرص التعاون في مجال الوقود الأخضر وتموين السفن، إضافة إلى إمكانية الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر لاستخدامه في الصناعات منخفضة الانبعاثات مثل إنتاج الصلب الأخضر، إلى جانب المساهمة في مشروعات البنية التحتية كمحطات تحلية المياه وممرات خدمات الطاقة.

واختتم رئيس الهيئة تصريحاته بالتأكيد على أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لم تعد مجرد تجمع صناعي، وإنما أصبحت منصة تنموية متكاملة تضع الاستدامة في صميم استراتيجيتها، وتسعى لبناء شراكات دولية قوية، وعلى رأسها التعاون مع اليابان، لتحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة والصناعة، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد للتصنيع والخدمات اللوجستية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.