استقرار أسعار النفط عالميًا بعد قمة ترامب وبوتين وتراجع المخاوف بشأن الإمدادات الروسية

استقرت أسعار النفط العالمية في بداية تعاملات الاثنين بعد تراجع المخاوف بشأن الإمدادات الروسية، حيث لم تُقدِم الولايات المتحدة على فرض ضغوط جديدة على موسكو لتعطيل صادراتها النفطية عقب القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وسجّلت عقود خام برنت الآجلة انخفاضًا طفيفًا بمقدار 6 سنتات أو ما يعادل 0.09% لتصل إلى 65.79 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتين ليبلغ 62.82 دولار للبرميل بزيادة نسبتها 0.03%.
وكانت الأسواق تترقب نتائج اللقاء بين ترامب وبوتين وسط توقعات بإمكانية التوصل إلى تفاهمات مؤثرة على تدفق الإمدادات، غير أن القمة انتهت دون قرارات جوهرية. ومن المقرر أن يلتقي ترامب لاحقًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعددًا من القادة الأوروبيين لمحاولة دفع مسار اتفاق سلام ينهي الحرب المشتعلة في أوكرانيا منذ سنوات.
وقال ترامب إنه لا يرى ضرورة عاجلة لفرض رسوم جمركية على دول مثل الصين لشرائها النفط الروسي، لكنه لم يستبعد اللجوء إلى هذا الخيار خلال "أسبوعين أو ثلاثة" إذا اقتضت الحاجة، وهو ما هدّأ مخاوف الأسواق من أي اضطراب وشيك في إمدادات الطاقة الروسية.
ويرى خبراء الطاقة أن السوق ما زال في حالة ترقب، خصوصًا إذا تدفقت كميات إضافية من النفط الروسي للأسواق العالمية في حال توصلت الأطراف إلى اتفاق سياسي. وأشارت هيليما كروفت، المحللة في "آر بي سي كابيتال"، إلى أن الإدارة الأمريكية أوقفت المضي في فرض رسوم ثانوية تستهدف كبار مستوردي الطاقة الروسية، على رأسهم الصين، وهو ما ساعد في تهدئة الأسعار.
إلا أن التحديات الجيوسياسية ما زالت قائمة، إذ تتمسك موسكو بمطالبها الإقليمية، بينما تعترض أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون على أي اتفاق يقوم على مبدأ "الأرض مقابل السلام". وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول هذا الأسبوع بحثًا عن إشارات تتعلق بمسار أسعار الفائدة، خاصة مع اقتراب اجتماع الفدرالي في سبتمبر المقبل، ما قد ينعكس بدوره على أسواق الطاقة والأسهم العالمية.