استقرار أسعار الأسمنت في السوق المصري بعد زيادة طفيفة في الطن
شهدت أسعار الأسمنت في الأسواق المصرية اليوم الجمعة، حالة من الاستقرار، بعد زيادة تراوحت بين 50 و200 جنيه للطن خلال الفترة الماضية. وبلغ متوسط سعر الطن نحو 3820 جنيهًا تسليم أرض المصنع، على أن يباع للمستهلك بسعر يصل إلى 4000 جنيه، وفقًا لتصريحات مسئولين وشركات القطاع.
كشف أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن استقرار أسعار الأسمنت يأتي بعد الزيادة الأخيرة التي شهدها السوق، والتي تختلف بحسب الشركات ونوع المنتج، مؤكدًا أن توفر الأسمنت بشكل كبير في السوق المصري ساهم بشكل كبير في ضبط الأسعار لدى مختلف الموزعين، وسط توقعات باستمرار الأسعار بنفس المستويات مع احتمالية ارتفاع طفيف في الفترة المقبلة.
وأشار الزيني إلى أن الأسمنت يعد من أهم المواد الأساسية في قطاع البناء والتشييد، ويشكل جزءًا حيويًا من جميع المشروعات الإنشائية، ما يجعل استقرار أسعاره أمرًا ضروريًا لضمان استمرارية النشاط العقاري والمشروعات القومية في مصر. وأضاف أن أسعار الأسمنت شهدت زيادات متفاوتة خلال الأشهر الماضية، تراوحت بين 50 جنيهًا و200 جنيه للطن، وهو ما انعكس على متوسط سعر الطن الذي وصل حاليًا إلى نحو 3820 جنيهًا.
من جانب آخر، أظهرت البيانات الرسمية زيادة صادرات مصر من الأسمنت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. فقد ارتفعت صادرات الأسمنت من 465 مليون دولار في عام 2021 إلى 670 مليون دولار في عام 2022 بنسبة نمو 44%، ثم إلى 770 مليون دولار في 2023 بنسبة نمو 14%، ووصلت إلى 780 مليون دولار خلال أول 10 شهور من عام 2024 بنسبة نمو 12%. وتستحوذ الدول الأفريقية على حصة كبيرة من صادرات الأسمنت المصري، ضمن 95 دولة تستورد المنتج، وفقًا للمجلس التصديري لمواد البناء.
وفيما يتعلق بالإنتاج المحلي، أظهرت بيانات البنك المركزي المصري ارتفاع إنتاج مصر من الأسمنت خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2024 إلى 25.39 مليون طن مقارنة بـ23.3 مليون طن خلال نفس الفترة من عام 2023، بزيادة قدرها 2.091 مليون طن، ما يعكس قدرة السوق على تلبية الطلب المحلي والتصدير للخارج.
وأكد خبراء الاقتصاد أن توفر الأسمنت بشكل كبير في السوق، إلى جانب زيادة القدرة الإنتاجية، ساهم في استقرار الأسعار وعدم حدوث تقلبات كبيرة، وهو ما يعزز الثقة لدى المستثمرين والمستهلكين على حد سواء. كما أوضحوا أن أسعار الأسمنت ستظل تحت مراقبة شديدة خلال الفترة المقبلة، نظرًا لأهميتها في قطاع البناء والتشييد وتأثرها بأسعار الطاقة وتكاليف النقل والخامات.
وفي الختام، يظل الأسمنت مادة أساسية في السوق المصري، ومؤشرًا مهمًا لحركة قطاع البناء والعقارات، مع توقعات باستمرار الأسعار في مستوياتها الحالية، مع احتمالية ارتفاع طفيف إذا استمر الطلب المحلي على المنتج أو ارتفعت أسعار الطاقة والمستلزمات الإنتاجية.
