الأسواق الآسيوية ترتفع رغم تهديد ترامب بفرض رسوم 100% على واردات الرقائق

أغلقت مؤشرات الأسهم الآسيوية جلسة تعاملات اليوم الخميس، على ارتفاع جماعي، متجاهلة التصريحات التصعيدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات أشباه الموصلات، في تحرك يهدف إلى تعزيز التصنيع المحلي داخل الولايات المتحدة.
ورغم التحذيرات من تداعيات هذه السياسات الحمائية على سلاسل الإمداد العالمية، إلا أن الأسواق الآسيوية تفاعلت بإيجابية، مدفوعة بتقارير أرباح قوية للشركات، وآمال بتحسن الطلب الإقليمي، ومؤشرات على استمرار دعم البنوك المركزية الكبرى لاقتصاداتها.
كان ترامب قد صرّح، في خطاب انتخابي أمس، بنيته فرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على الرقائق المستوردة، مع منح إعفاءات فقط للشركات التي تنتج داخل أمريكا أو تقيم منشآت تصنيع داخلها.
ورغم أن هذه التصريحات أثارت قلق شركات التكنولوجيا في آسيا، خصوصًا في كوريا الجنوبية وتايوان واليابان، إلا أن مؤشرات البورصات الرئيسية أظهرت قدرة على الصمود، ما يعكس ثقة المستثمرين في توازن قوى السوق وقدرة الشركات على التكيف.
في طوكيو، أغلق مؤشر نيكي 225 على ارتفاع بنسبة 1.3%، مدعومًا بصعود أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "سوني" و"رينيساس"، رغم التهديد الجمركي الأمريكي.
وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 1.1%، مدفوعًا بارتفاع أسهم شركات الرقائق والبنوك، وسط تفاؤل بعودة الزخم الاستثماري في النصف الثاني من العام.
كما سجل مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية مكاسب بلغت 0.9%، وسط أداء قوي لأسهم "سامسونغ إلكترونيكس" و"SK Hynix"، في حين صعد مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.6% بدعم من تقارير إيجابية حول نشاط قطاع التصنيع.
على الرغم من المكاسب، أبدت بعض الشركات قلقًا من السياسات الأمريكية المقبلة، حيث قد تؤدي القيود الجمركية إلى اضطراب في سلاسل الإنتاج التي تعتمد على التكامل العالمي، خصوصًا في قطاع أشباه الموصلات الذي يعتمد على عمليات تصنيع متعددة الجنسيات.
وفي هذا السياق، دعا مسؤولون في وزارة الاقتصاد الكورية واليابانية إلى تقييم شامل للآثار التجارية المترتبة على القرارات الأمريكية المحتملة، ومتابعة المفاوضات التجارية مع واشنطن عن كثب.
يرى محللون أن الأسواق الآسيوية استفادت من استقرار نسبي في أسعار الطاقة، إلى جانب مؤشرات على استمرار السياسة النقدية التوسعية في الصين واليابان، وهو ما خفف من المخاوف بشأن الرسوم الأمريكية.
وتشير التوقعات إلى أن أي تحرك فعلي من واشنطن لفرض رسوم جمركية سيتطلب وقتًا قانونيًا وإداريًا، ما يمنح الأسواق فرصة للتكيف، إلى جانب احتمالية دخول الأطراف المتضررة في مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية المقبلة.