أسهم أستراليا تهبط 1% وسط ضغوط على القطاع المالي ومخاوف من التقييمات المرتفعة
سجّلت سوق الأسهم الأسترالية تراجعًا ملحوظًا بنهاية جلسة الجمعة، حيث هبط المؤشر القياسي "إس آند بي/إيه إس إكس 200" بنسبة 0.9% أو ما يعادل 80.8 نقطة، ليغلق عند مستوى 8662 نقطة، متأثرًا بضغوط بيعية على أسهم البنوك الكبرى، وسط مخاوف المستثمرين من تقييمات مرتفعة وغير مدعومة بنمو أرباح مستدام.
وجاء هذا التراجع في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من الترقب للتطورات المتعلقة بالتعريفات الجمركية، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم جديدة على عشرات من شركائها التجاريين. ورغم أن الصادرات الأسترالية لا تزال تخضع لرسوم بنسبة 10% فقط، فإن تداعيات القرار الأميركي أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين في أستراليا ونيوزيلندا.
القطاع المالي يقود الخسائر
انخفض المؤشر الفرعي للقطاع المالي بنسبة 1.1%، مسجّلًا أكبر خسارة يومية له منذ أكثر من أسبوع. وشهدت ثلاثة من أكبر أربعة بنوك أسترالية تراجعًا في أسهمها بنسب تراوحت بين 1% و2%، وسط عمليات بيع جماعي قادها القلق من "فقاعة محتملة" في تقييمات البنوك، خاصة مع اقتراب صدور نتائجها المالية للربع الثاني من العام.
ويترقّب المستثمرون تقارير الأرباح المرتقبة من البنوك الكبرى وعلى رأسها "كومنويلث بنك"، والتي من المقرر صدورها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسط تساؤلات حول قدرة هذه المؤسسات على الحفاظ على مستويات ربحية مستقرة في ظل بيئة اقتصادية متقلبة.
ورغم الأداء السلبي لجلسة الجمعة، فإن المؤشر المالي الأسترالي اختتم الأسبوع على ارتفاع بنسبة 2.6%، مدفوعًا ببيانات التضخم الإيجابية التي صدرت في وقت سابق، والتي عززت التوقعات باتجاه البنك المركزي الأسترالي نحو خفض محتمل لأسعار الفائدة في أغسطس، مما قد يدعم الإقراض المصرفي ويحفز الاستثمارات.
أسهم التعدين والقطاعات الأخرى
على الجانب الآخر، أبدت أسهم قطاع التعدين مرونة نسبية، حيث استقر المؤشر الفرعي عند مستويات إيجابية بعد مكاسب يومية بلغت 0.7%. وارتفع سهم "فورتسكو" بنسبة 1.2% بدعم من تحسّن أسعار خام الحديد، فيما تراجع سهم "ريو تينتو" بنسبة 0.7%، واستقر سهم "بي إتش بي" دون تغيير يذكر.
ويرى محللون أن السوق تشهد تحولًا في تفضيلات المستثمرين، حيث قال فيليب بيبي، كبير المحللين في "شاو آند بارتنرز"، إن "هناك تحوّلًا واضحًا من أسهم البنوك إلى أسهم التعدين، بالتزامن مع تعافي أسعار السلع الأساسية".
من جانبه، أشار المحلل توني سيكامور من شركة "IG" إلى أن هذا الاتجاه الاستثماري قد يستمر لعدة أشهر حتى نهاية العام، خاصة في ظل الضبابية حول السياسات النقدية العالمية.
الذهب والتكنولوجيا يقودان الهبوط في القطاعات الأخرى
شهدت أسهم شركات الذهب تراجعًا بنسبة 1.3%، فيما سجّل قطاع التكنولوجيا أكبر خسارة يومية له منذ نحو أربعة أشهر، بعد انخفاضه بنسبة 2.4%، مدفوعًا بموجة جني أرباح وتأثره بالاتجاه العالمي نحو تقليل المخاطر في المحافظ الاستثمارية.
أما في نيوزيلندا، فقد تراجع المؤشر القياسي "إس آند بي/إن زد إكس 50" بنسبة 0.7%، ليغلق عند 12,729.40 نقطة، متأثرًا بإعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 15% على وارداتها من نيوزيلندا.
