أسهم أستراليا تسجل أدنى مستوى في أسبوع وسط ضغوط البنوك وشركات التعدين وجني الأرباح

تراجعت الأسهم الأسترالية إلى أدنى مستوى إغلاق لها في أسبوع، يوم الجمعة، متأثرة بضغوط حادة على أسهم البنوك الكبرى وشركات التعدين، مع توجه المستثمرين إلى جني الأرباح قبل أسبوع حاسم يترقبه السوق، يتضمن مهلة الرسوم الجمركية التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واجتماعات محورية للبنوك المركزية العالمية.
وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 منخفضًا بنسبة 0.5% عند 8666.90 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ 17 يوليو، ليسجل خسارة أسبوعية قدرها 1%، في أكبر تراجع أسبوعي منذ أوائل أبريل.
وأوضحت تقارير السوق أن حالة الحذر والانتظار سادت أوساط المستثمرين في أسواق آسيا، حيث يترقب الجميع الموعد النهائي في 1 أغسطس الذي حدده ترامب للتوصل إلى اتفاقات تجارية، بينما تتوجه الأنظار إلى كيفية تعامل الدول، ومنها أستراليا، مع المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة لإبرام اتفاقات أكثر ملاءمة.
كما أثرت الشكوك المستمرة بشأن مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والموقف الحذر لـ بنك الاحتياطي الأسترالي حيال خفض أسعار الفائدة، على شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ما زاد من الضغوط البيعية في السوق.
وقالت هيبي تشين، المحللة لدى «فانتدج ماركتس»، إن «مزيجًا من إرهاق الصعود في الأسواق الآسيوية بعد سلسلة المكاسب الأخيرة، وتجدد الشكوك بشأن وتيرة خفض الفائدة من قبل الفيدرالي، أثّرا سلبًا على المعنويات ودفعا المستثمرين المحليين إلى جني الأرباح». وأضافت: «مخاطر الرسوم الجمركية والرياح المعاكسة على مستوى الاقتصاد الكلي تلوح في الأفق مع اقتراب المهلة، ما يعزز التوجه الدفاعي لدى المستثمرين».
وأنهى مؤشر القطاع المالي جلسة الجمعة منخفضًا بنسبة 0.5%، وبنسبة 3.9% على مدار الأسبوع، مسجلًا أسوأ أداء أسبوعي منذ أوائل مارس، فيما تراجع المؤشر الفرعي للقطاع بنسبة 3.5% حتى الآن هذا الشهر، بقيادة سهم «كومنولث بنك أوف أستراليا» الذي خسر نحو 10% منذ أن بلغ ذروته عند تقييم سوقي قدره 320 مليار دولار أسترالي الشهر الماضي.
وفي السياق ذاته، هبط مؤشر شركات التعدين بنسبة 1.8% خلال اليوم، لكنه استطاع تحقيق مكاسب أسبوعية بلغت 2.5% مدعومًا بتحركات المستثمرين نحو التحول من القطاع المصرفي إلى قطاع التعدين.
في المقابل، كان قطاع الطاقة الرابح الأكبر، إذ ارتفع مؤشره بنسبة 1.8% خلال تعاملات الجمعة، مسجلًا مكاسب أسبوعية بلغت 3.9%، في أفضل أداء أسبوعي منذ منتصف يونيو. وقفز سهم «وودسايد إنرجي» بنسبة 3.7%، مسجلًا أعلى إغلاق له منذ أوائل أكتوبر، بدعم من ارتفاع أسعار النفط عالميًا وتوقعات بتحسن هوامش الربحية.
ويرى محللون أن أداء السوق الأسترالية خلال الأسبوع المقبل سيظل مرهونًا بتطورات المفاوضات التجارية الأمريكية وقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، إضافة إلى استمرار التحركات التصحيحية في أسهم البنوك التي تعرضت لموجات بيع مكثفة. ويشير مراقبون إلى أن المستثمرين سيواصلون تبني استراتيجيات دفاعية حتى تتضح الرؤية بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية وتوجهات السياسة النقدية العالمية.