الجمعة 25 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

استقرار أسعار الذهب مع انحسار التوترات التجارية وضعف الدولار

الخميس 24/يوليو/2025 - 11:58 ص
سبائك الذهب
سبائك الذهب

شهدت أسعار الذهب استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، وذلك عقب التراجع الحاد الذي سجلته في جلسة أمس الأربعاء، إذ طغى أثر انحسار التوترات التجارية العالمية على الدعم الذي وفره ضعف الدولار الأمريكي، ما أدى إلى توازن نسبي في اتجاهات السوق.

وسجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية استقرارًا حول مستوياتها الأخيرة، في ظل تحول المستثمرين عن الأصول الآمنة نتيجة الأنباء الإيجابية حول تقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وساهمت التصريحات الصادرة عن الجانبين بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية في تهدئة المخاوف، ما أدى إلى تراجع الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن.

وبالرغم من ذلك، فإن استمرار ضعف العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية أبقى على بعض الدعم للذهب، إذ يُعد المعدن الأصفر أقل تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، ما حافظ على مستويات الطلب في الأسواق العالمية. وفي هذا السياق، أوضح خبراء اقتصاديون أن تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته خلال أسبوعين ساهم في الحد من الضغوط الهبوطية على أسعار الذهب.

وأشار محللون إلى أن الأسواق تتجه حاليًا نحو حالة من الترقب الحذر، بانتظار صدور بيانات اقتصادية أمريكية رئيسية، تشمل مؤشرات النمو والعمالة والتضخم، والتي من شأنها توجيه توقعات المستثمرين بشأن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الفترة المقبلة. كما يراقب المتعاملون عن كثب تطورات أسعار الفائدة الأمريكية، حيث أن أي إشارات على خفض محتمل للفائدة قد تعزز جاذبية الذهب.

من جانب آخر، أظهرت بيانات صادرة عن لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC) ارتفاعًا في عقود الشراء الآجلة للذهب خلال الأسبوع المنتهي في 15 يوليو، ما يعكس عودة شهية المضاربة على المعدن النفيس. ويأتي ذلك في وقت يتزايد فيه الاهتمام بأسواق السلع الأولية كأداة للتحوط في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

ويرى خبراء أن الاستقرار الحالي لأسعار الذهب قد يكون مؤقتًا، خاصة إذا ما استمرت موجة التفاؤل التجاري، الأمر الذي قد يدفع بعض المستثمرين إلى توجيه استثماراتهم نحو الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والعملات. ومع ذلك، فإن استمرار ضعف الدولار وبيانات التضخم العالمية المرتفعة يشكلان عوامل داعمة لبقاء الذهب في مستويات متماسكة على المدى القريب.

وفي الأسواق الإقليمية، سجلت أسعار الذهب في آسيا وأوروبا استقرارًا مماثلًا، بينما استمر الطلب الفعلي في الأسواق الناشئة في دعم الاتجاه الصعودي على المدى المتوسط، مع تزايد الإقبال على الذهب في كل من الهند والصين لأغراض الاستثمار والمجوهرات.

ويتوقع محللون أن تتراوح أسعار الذهب في الأجل القريب ضمن نطاقات محدودة، مع ميل طفيف للصعود، في حال استمر ضعف الدولار وتباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة الأمريكية، في وقت يترقب فيه المستثمرون أي مستجدات على صعيد المفاوضات التجارية الدولية.