أسعار النفط ترتفع بدعم من تفاؤل التجارة الأمريكية وانخفاض المخزونات
ارتفعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بالتفاؤل بشأن المفاوضات التجارية الأمريكية التي يُتوقع أن تسهم في تخفيف الضغوط على الاقتصاد العالمي، إلى جانب تراجع غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية، ما عزز من معنويات المستثمرين ودفع الأسعار لتحقيق مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت، المعيار العالمي لأسعار النفط، ارتفاعًا بنسبة 1.4% لتصل إلى 91.35 دولارًا للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.6% لتسجل 87.20 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا الارتفاع بعد بيانات أظهرت تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بأكثر من 8.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، متجاوزة توقعات المحللين التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 2.5 مليون برميل فقط.
ويرى محللون أن البيانات الأخيرة لمخزونات النفط الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تؤكد استمرار قوة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، خاصة مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافي استعدادًا لموسم القيادة الصيفي. ويضيف تراجع المخزونات عنصر دعم إضافيًا للأسعار، في وقت تترقب فيه الأسواق نتائج المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان والصين، والتي قد تسهم في تخفيف التوترات التجارية العالمية وتعزيز النشاط الاقتصادي.
ويشير متعاملون إلى أن التفاؤل بشأن اتفاقيات تجارية أمريكية جديدة، لا سيما الاتفاق المعلن مع اليابان لشراء منتجات زراعية وغذائية بقيمة 8 مليارات دولار، أسهم في تعزيز التوقعات بشأن تحسن تدفقات التجارة العالمية، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على الطلب على الطاقة. كما أن بوادر تحسن العلاقات التجارية مع الصين تقلل من مخاطر الركود الاقتصادي العالمي التي كانت تضغط على توقعات الطلب على النفط خلال الأشهر الماضية.
على صعيد آخر، واصل المستثمرون مراقبة التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث أدى استقرار الأوضاع الأمنية في بعض الممرات البحرية الحيوية إلى تهدئة المخاوف بشأن تعطل الإمدادات، فيما تظل المخاطر قائمة وسط حالة من عدم اليقين في بعض مناطق الإنتاج الرئيسية.
وتشير التوقعات إلى أن أسعار النفط قد تواصل ارتفاعها على المدى القصير، مدفوعة بمزيج من العوامل الإيجابية تشمل انخفاض المخزونات، التحسن المتوقع في التجارة العالمية، واستمرار التزام منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركائها باتفاقيات خفض الإنتاج. ومع ذلك، حذر محللون من أن أي تباطؤ غير متوقع في الطلب العالمي أو زيادة مفاجئة في إنتاج النفط الصخري الأمريكي قد تكبح المكاسب الحالية.
وبحسب البيانات الفنية، يواجه خام برنت مقاومة رئيسية عند مستوى 92.50 دولارًا للبرميل، وإذا نجح في اختراقها قد يتجه نحو مستوى 95 دولارًا، بينما يجد خام غرب تكساس دعمًا قويًا عند 85 دولارًا، ما يعزز توقعات استمرار الاتجاه الصاعد في الأجل القريب.
ويرى خبراء الطاقة أن الاتجاه الحالي يعكس تحولًا في معنويات السوق من القلق بشأن ضعف الطلب العالمي إلى التفاؤل بعودة النشاط الاقتصادي تدريجيًا، مدعومًا بإجراءات تحفيزية ومحادثات تجارية ناجحة، إلى جانب التراجع الملحوظ في المخزونات الأمريكية.
