تراجع حاد في أسواق العملات المشفرة: تصفية مراكز بـ 630 مليون دولار

شهدت أسواق العملات المشفرة، اليوم الخميس، تراجعًا حادًا أدى إلى تصفية مراكز مفتوحة بقيمة تقترب من 630 مليون دولار خلال تعاملات الساعات الماضية، في أكبر موجة تصفية تشهدها الأسواق منذ منتصف يونيو الماضي. وتكبد المتداولون المتفائلون (المراكز الطويلة) النصيب الأكبر من هذه الخسائر، حيث واجهوا ضغوطًا هائلة مع تسارع وتيرة البيع.
وسجّلت العقود الآجلة لكل من الإيثر (ETH) والريبل (XRP) خسائر أكبر من تلك التي طالت البيتكوين (BTC)، حيث هبطت أسعار الإيثر بنسبة تجاوزت 3% لتتداول عند حدود 3588 دولارًا، بينما خسرت الريبل أكثر من 11% لتستقر عند 3.09 دولار. وفي الوقت نفسه، تراجعت البيتكوين، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 0.8% لتصل إلى 117,666 دولارًا، لتظل قريبة من أدنى مستوياتها في أسبوعين.
وتشير بيانات منصات التصفية إلى أن الصفقات الطويلة شكلت ما يزيد على 70% من إجمالي المراكز المغلقة، ما يعكس التوقعات المفرطة لدى بعض المتداولين باستمرار المكاسب التي حققتها العملات المشفرة في بداية يوليو. وتوزعت عمليات التصفية على مختلف المنصات العالمية، حيث سجلت كل من "بينانس" و"أوكيه إكس" النسبة الأكبر من العقود المغلقة.
ويرى محللون أن التراجع الأخير يأتي نتيجة مزيج من العوامل الفنية والاقتصادية، حيث أدت تحركات الأسعار إلى كسر مستويات دعم رئيسية، ما سرّع عمليات البيع التلقائي (Stop Loss) والتصفية القسرية للمراكز ذات الرافعة المالية العالية. كما ساهم استقرار مؤشر الدولار الأمريكي قرب أدنى مستوياته في أسبوعين في زيادة تقلبات السوق، مع استمرار الضغوط على السيولة في بعض منصات التداول.
وعلى الرغم من هذا التراجع، أكد خبراء أن السوق لا يزال ضمن نطاق تصحيح طبيعي بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها العملات المشفرة خلال الربع الثاني من العام، مشيرين إلى أن حركة الأسعار الحالية قد تمثل فرصة لإعادة التمركز للمستثمرين الباحثين عن مستويات دخول جديدة. وقال أحد المحللين في "كريبتو إنسايتس": «ما نشهده الآن هو تصحيح صحي، وليس بداية لانهيار أوسع، خاصة مع استمرار الطلب المؤسسي على البيتكوين والإيثر».
في المقابل، حذرت تقارير بحثية من أن زيادة التصفية قد تؤدي إلى مزيد من الضغوط البيعية على المدى القصير، إذا فشلت العملات الكبرى في استعادة مستويات الدعم الرئيسية. وتبقى التوقعات مرتبطة بعوامل خارجية، مثل تحركات أسعار الفائدة الأمريكية، والتطورات في سوق الأسهم، ومستويات السيولة العالمية.
وبحسب البيانات، بلغت القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المشفرة نحو 2.3 تريليون دولار، مع استمرار البيتكوين في الاستحواذ على الحصة الأكبر، تليها الإيثر. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المنافسة من العملات الرقمية البديلة (Altcoins) التي شهد بعضها تقلبات أشد حدة من العملات الرئيسية.
ويرى المستثمرون أن الفترة الحالية تتطلب إدارة حذرة للمخاطر، خاصة في ظل استمرار التذبذب الحاد، وارتفاع معدلات استخدام الرافعة المالية في التداول، مما قد يؤدي إلى تكرار موجات تصفية مفاجئة إذا واصلت الأسعار تراجعها.