أردوغان: الممر الأوسط وطريق التنمية شريان تجاري جديد بين آسيا وأوروبا بقيمة 75 مليار دولار

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "الممر الأوسط" الذي يربط بين آسيا وأوروبا عبر شبكة سكك حديدية يُعد خيارًا استراتيجيًا واعدًا، موضحًا أن حجم التجارة المتوقع عبر هذا الممر قد يصل إلى نحو 75 مليار دولار، مما يعزز من موقع تركيا كمحور لوجستي عالمي بين الشرق والغرب.
وأوضح أردوغان، في تصريحاته، أن التوترات الإقليمية المتصاعدة وحالة عدم اليقين السائدة في مضيق هرمز والمجال الجوي المحيط به، تؤكد الحاجة الملحة للبحث عن طرق نقل بديلة وآمنة.
وأشار إلى أن "الممر الأوسط" ليس فقط خيارًا اقتصاديًا، بل أيضًا خيار جيوسياسي مهم لضمان انسياب التجارة العالمية في ظل التحديات الأمنية.
وفي هذا السياق، شدد الرئيس التركي على أهمية مشروع "طريق التنمية" الذي يربط ميناء الفاو في جنوب العراق بأوروبا مرورًا بتركيا، معتبرًا إياه أحد أعمدة هذا الممر الجديد. ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تسريع حركة البضائع من الخليج وآسيا إلى أوروبا عبر البر، مختصرًا الزمن والتكلفة مقارنة بالطرق البحرية التقليدية.
وبحسب التقديرات الرسمية، فإن العائد المتوقع لمشروع "طريق التنمية" على الإنتاج المحلي قد يصل إلى 50 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، بالإضافة إلى مساهمته في توفير نحو 63 ألف فرصة عمل سنويًا، مما يعزز التنمية الاقتصادية في الدول المشاركة، خاصة العراق وتركيا.
ويُعد المشروع جزءًا من جهود إقليمية لتقليل الاعتماد على الممرات البحرية التي تمر بمناطق صراع أو توترات جيوسياسية مثل مضيق هرمز أو قناة السويس، إذ يوفر طريقًا بريًا سريعًا وفعالًا لنقل البضائع من الشرق إلى الغرب.
ويعكس هذا التوجه تحولات استراتيجية في مشهد التجارة العالمية، مع تزايد أهمية البنية التحتية البرية والسككية في تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول آسيا وأوروبا، ويعطي دفعة قوية لمشاريع التنمية المستدامة والتعاون الإقليمي.
وبينما تتجه الأنظار نحو هذا الطريق الجديد، تبقى التحديات السياسية واللوجستية قائمة، إلا أن الإرادة السياسية الواضحة من الأطراف المعنية تعزز فرص النجاح وجعل "الممر الأوسط" جزءًا أساسيًا من مستقبل التجارة الدولية.