بالأرقام.. الجنيه المصري صامد أمام الدولار

شهد الجنيه المصري اليوم الإثنين 16 يونيو 2025 تألقاً لافتاً أمام الدولار الأمريكي، حيث سجل انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الصرف داخل البنوك المصرية، مما يعكس قوة العملة المحلية وثقة متزايدة في الاقتصاد المصري.
يأتي هذا الأداء الإيجابي مدعوماً بسياسات نقدية فعالة من البنك المركزي المصري، تدفقات نقدية أجنبية قوية، وتوقعات متفائلة باستمرار استقرار الجنيه.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض بالأرقام الأداء المتميز للجنيه المصري وأبرز العوامل التي ساهمت في هذا الإنجاز.
انخفاض كبير في سعر الدولار
وسجل سعر الدولار الأمريكي انخفاضاً كبيراً أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم الإثنين 16 يونيو 2025.
ووفقاً لآخر تحديثات البنك المركزي المصري، بلغ سعر الدولار حوالي 50.21 جنيه للشراء و50.31 جنيه للبيع، مسجلاً تراجعاً ملحوظاً بما يصل إلى 30 قرشًا.
وفي البنوك التجارية الكبرى، مثل البنك الأهلي المصري وبنك مصر، شهد السعر نفس التراجع، الأمر الذي يؤكد قوة الجنيه أمام الدولار.
وهذا الانخفاض الكبير في سعر الدولار، الذي وصل إلى حوالي 30 قرشاً في بعض البنوك، يعكس تحسناً ملحوظاً في قيمة الجنيه المصري، حيث استعاد أكثر من 2% من قيمته خلال الأيام الأخيرة.
عوامل دعم قوة الجنيه
ويعزى هذا الأداء المتميز للجنيه المصري إلى عدة عوامل إيجابية، ومنها شهدت مصر تدفقات نقدية أجنبية كبيرة، خاصة من الاستثمارات في أذون وسندات الخزانة، التي جذبت مستثمرين أجانب بفضل استقرار السوق المصري.
وهذه التدفقات عززت الطلب على الجنيه، مما ساهم في تقليل الضغط على الدولار.
كما سجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج نمواً كبيراً، حيث بلغت حوالي 32 مليار دولار خلال السنة المالية الأخيرة، بنسبة زيادة 72% مقارنةً بالعام السابق، وهذه التحويلات عززت احتياطي النقد الأجنبي، الذي يدعم استقرار العملة المحلية.

إضافة إلى ذلك، ساهمت صفقات استثمارية ضخمة، مثل مشروعات بقيمة 10 مليارات دولار في قطاعات الطاقة والصناعة، في تعزيز تدفقات النقد الأجنبي، مما أسهم في استقرار سعر الصرف وتعزيز قيمة الجنيه.
سياسات البنك المركزي تدعم الاستقرار
ولعب البنك المركزي المصري دوراً حيوياً في تعزيز قوة الجنيه من خلال سياسات نقدية مرنة، بما في ذلك الالتزام بمرونة سعر الصرف وفقاً لاتفاقيات صندوق النقد الدولي.
وهذه السياسات ساهمت في تقليل المضاربات في السوق وتعزيز الثقة في العملة المحلية.
كما أن قرارات البنك المركزي الأخيرة، مثل خفض أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة أساس، دعمت الاستثمار المحلي وقللت من الضغوط على الدولار، مما انعكس إيجابياً على قيمة الجنيه.
توقعات متفائلة للجنيه
ويتوقع المحللون استمرار تحسن أداء الجنيه المصري خلال الأشهر القادمة من 2025، مدعوماً بزيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي واستمرار التدفقات الاستثمارية.
وتشير التوقعات إلى أن سعر الدولار قد يستقر دون مستوى 50 جنيهاً في معظم البنوك، مع احتمال تراجعه إلى مستويات أقل في حال استمرار تحسن الأوضاع الاقتصادية.
كما أن تقدم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتوقعات بزيادة الدعم المالي من الشركاء الدوليين يعززان من التفاؤل بمستقبل الجنيه.
ويواصل الجنيه المصري صموده مسجلاً انخفاضاً كبيراً في سعر الدولار الأمريكي، وهذا الأداء الإيجابي يعكس نجاح السياسات النقدية، تدفقات النقد الأجنبي، والثقة المتزايدة في الاقتصاد المصري.
ومع توقعات بمزيد من الاستقرار، يبرهن الجنيه المصري على قدرته على الصمود والنمو، مما يعزز مكانته كعملة قوية في السوق المحلية.