أسعار النفط ترتفع بدعم من آمال انفراج تجاري بين الولايات المتحدة والصين

ارتفعت أسعار النفط العالمية خلال تداولات اليوم الثلاثاء، بدعم من تفاؤل الأسواق بإمكانية حدوث انفراجة في المحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن، والتي تثير آمالًا بتخفيف التوترات الاقتصادية وتعزيز آفاق الطلب العالمي على الطاقة.
وتأتي هذه المكاسب وسط متابعة دقيقة من المستثمرين لمجريات المفاوضات رفيعة المستوى بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث يترقب المتعاملون نتائج أي اتفاقات محتملة بشأن الرسوم الجمركية أو قيود التجارة، والتي أثرت في السنوات الماضية بشكل مباشر على مستويات الاستهلاك الصناعي والنفطي.
ووفقاً لمواقع متخصصة في الطاقة، ارتفعت عقود خام برنت تسليم أغسطس بنسبة تقارب 0.6%، لتتداول فوق مستوى 83 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى نحو 78.90 دولار، في ظل معنويات إيجابية تسود الأسواق الآجلة.
آمال الطلب.. في مقابل مخاوف العرض
وترتبط أسعار النفط في المرحلة الراهنة بشكل وثيق بتطورات السياسة التجارية والمالية، خاصة بعد فترة من الضغوط الناجمة عن تباطؤ الاقتصاد الصيني وتضاؤل الطلب من الاقتصادات الآسيوية. وتشير تحركات اليوم إلى تفاؤل حذر من جانب الأسواق بإمكانية استعادة جزء من الطلب النفطي المفقود في حال تم تخفيف الحواجز التجارية.
في المقابل، لا تزال مخاوف العرض قائمة، خاصة في ظل احتمالات استمرار قيود الإنتاج التي تفرضها دول تحالف "أوبك+"، إضافة إلى مؤشرات على تباطؤ الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري نتيجة التكاليف التشغيلية المرتفعة وتقلبات الأسواق.
النفط في قلب السياسة الدولية
ويأتي هذا الارتفاع في أسعار الخام في وقت حساس على مستوى الجغرافيا السياسية، حيث تتزامن المفاوضات الأمريكية الصينية مع التوترات في مناطق إنتاج استراتيجية مثل الشرق الأوسط والبحر الأسود، ما يضيف مزيدًا من عدم اليقين الجيوسياسي إلى معادلة الأسعار.
وبينما تراقب الأسواق التطورات على المسار التجاري، يظل المسار المستقبلي لأسعار النفط مرهونًا بعدة عوامل تشمل سياسات الفائدة للبنوك المركزية الكبرى، والتقلبات في المخزون العالمي، ومدى سرعة تعافي الطلب الصناعي، خصوصًا من جانب الصين والهند.