السوق السوداء اختفت والدولار متوفر في البنوك.. إزاي المركزي قضى على أزمة العملة الصعبة

يا ترى إيه اللي خلّى سعر الدولار ينزل بشكل مستمر في مصر؟ .. وإزاي السوق السودا للعملة اختفت فجأة؟ .. وإزاي البنك المركزي قدر يسيطر على سعر الصرف ويقضي على فوضى تعدد أسعار الدولار؟
من فترة مش طويلة .. كان الدولار بيتصارع في السوق السودا .. وصل لأرقام خيالية .. كان فيه ناس بتشتري دولار بـ70 جنيه .. وفي نفس الوقت سعره في البنوك كان ثابت حوالي 31 جنيه .. فوضى يعني .. سعر في البنك .. وسعر في السوق السودا .. وسعر تالت للجمارك والاستيراد ..وسعر للدهب.. الكل كان بيخسر .. والمواطن هو اللي كان بيدفع التمن في النهاية.
بس النهاردة .. الوضع اتغير 180 درجة .. الدولار بدأ يتراجع بشكل ملحوظ .. في البنوك وصل لمنطقة الـ51 جنيه و49 جنيه.. والسوق السودا اختفت تقريبًا .. مفيش تجار عملة زي زمان .. ومفيش أسعار مختلفة للدولار.
طب إزاي ده حصل؟
السر في قرارات البنك المركزي الجريئة .. وفي خطوات مدروسة غيرت قواعد اللعبة.. أول حاجة .. البنك المركزي أخد قرار صعب بس ضروري في مارس 2024 .. تحرير سعر الصرف بشكل كامل .. يعني الدولار بقى سعره بيتحدد حسب العرض والطلب في السوق .. من غير تدخل من الحكومة أو البنك المركزي .. القرار ده كان زي الصدمة الكهربائية .. في الأول الدولار قفز لأرقام عالية .. بس مع الوقت .. بدأ يهدى .. عشان السوق السودا مكانتش لاقية مبرر توجد .. لما البنوك بقت بتوفر الدولار للمستوردين والشركات بسعر السوق .. محدش كان محتاج يروح لتاجر العملة.
تاني حاجة .. صفقة رأس الحكمة كانت نقطة تحول كبيرة .. دخول 35 مليار دولار استثمارات من الإمارات في فبراير 2024 .. بالإضافة لتوقعات بضخ 150 مليار دولار على مدى المشروع .. ده غيّر المعادلة .. زاد المعروض من الدولار في السوق المصرفي .. وخلّى الجنيه يسترد جزء من قوته .. ومع اتفاقيات تانية مع البنك الدولي وصندوق النقد .. مصر بدأت تسيطر على أزمة شح العملة الأجنبية.
تالت حاجة .. البنك المركزي شدد الرقابة على سوق الصرف .. شركات الصرافة غير المرخصة اتضربت بقوة .. وتجار السوق السودا اختفوا .. ليه؟ .. عشان مفيش طلب على الدولار برا البنوك .. اللي عايز دولار بيروح البنك أو شركة الصرافة المرخصة .. ويخلّص مصلحته بسعر موحد .. ده خلّى السوق السودا تفقد قوتها .. ومع الوقت انتهت تمامًا.
النتيجة ان الدولار بقى تحت السيطرة .. مفيش تعدد أسعار زي زمان .. وسعر الصرف بقى مرن .. يعني لو الطلب زاد شوية .. السعر ممكن يتحرك لفوق .. ولو المعروض زاد .. السعر ينزل .. زي أي سوق في العالم .. وده ساعد على تقليل التضخم .. لأن تكلفة الاستيراد نقصت .. وأسعار السلع بدأت تستقر .. وده كله بيرجع لقرارات البنك المركزي اللي مشي بخطة واضحة.
طبعًا .. التحديات لسه موجودة .. لازم الدولة تزود الاستثمارات الأجنبية .. وتدعم الصادرات عشان المعروض من الدولار يفضل قوي .. بس اللي حصل لحد دلوقتي إنجاز كبير .. السوق السودا راحت .. الدولار بقى في البنوك .. والجنيه بدأ يسترد قوته .. وده كله بفضل قرارات جريئة من البنك المركزي وتخطيط محكم.