الذكاء الاصطناعي كلمة السر.. تقنيات مستقبلية للتصدي للاحتيال المالي

مع التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع، تتزايد أساليب الاحتيال المالي تعقيدًا، مما يستدعي تبني تقنيات متقدمة لمكافحتها والحد من انتشارها.

ويعد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من أبرز الأدوات المستقبلية في هذا المجال، حيث يمكنهما تحليل كميات ضخمة من البيانات لاكتشاف الأنماط غير الطبيعية التي تشير إلى حدوث عمليات احتيال محتملة.

دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة الاحتيال المالي

تُسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تعزيز قدرات المؤسسات المالية على كشف ومنع الاحتيال المالي، وذلك من خلال تحليل البيانات الضخمة، يمكن لهذه التقنيات تحديد الأنماط السلوكية المشبوهة والتنبؤ بالأنشطة الاحتيالية قبل وقوعها.

على سبيل المثال، تُستخدم الشبكات العصبية العميقة لمقارنة الأنماط الحالية بالأنماط الاحتيالية التاريخية، مما يمكن من اكتشاف التلاعبات المالية بسرعة ودقة.

تقنيات وأدوات حديثة لكشف الاحتيال المالي 

في فبراير 2025، كشفت شركة "مُزن" السعودية عن جيل جديد من حلول مكافحة الاحتيال الذكية خلال مؤتمر "ليب 2025"، وكان من بين هذه الحلول ميزات متقدمة مثل تقنية "البصمة الرقمية للجهاز" وأدوات تحليل الاحتيال وخدمات إدارة الاحتيال، مما يعزز من قدرة المؤسسات على التصدي للتهديدات المالية المتطورة.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت أدوات متخصصة مثل "Signifyd" التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لحماية قطاعات التجارة الإلكترونية والخدمات المالية من الاحتيال، وتتميز هذه الأدوات بقدرتها على أتمتة القرارات وتوفير تغطية عالمية، مما يساعد الشركات على إدارة حجم كبير من المعاملات بأمان.

التحديات المستقبلية

على الرغم من التقدم التقني، يواجه العالم تحديات متزايدة في مجال الاحتيال المالي، خاصة مع استخدام تقنيات التزييف العميق (Deepfake) والذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء مستندات وصور مزيفة تهدف إلى تجاوز أنظمة الأمان، فإن هذا يتطلب تطوير خوارزميات أكثر تقدمًا وتحديثًا مستمرًا للأنظمة لمواكبة هذه التهديدات المتجددة.

ويتطلب التصدي للاحتيال المالي نهجًا متعدد الأبعاد يجمع بين التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والاستراتيجيات الوقائية، والتعاون المؤسسي، فمن خلال هذا النهج الشامل، يمكن تعزيز حماية الأصول المالية وبناء ثقة أكبر في النظم المالية الرقمية.