السبت 04 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
فيديو بانكير

مؤامرة على الجنيه.. هل تنجو مصر من فخ التقارير الخادعة ؟

الخميس 16/نوفمبر/2023 - 02:34 ص
الجنيه المصري
الجنيه المصري


اوعا تفتكر ان التقارير اللى بتطلع كل يوم عن الجنيه والتوقعات المتشائمة عن مستقبل اقتصاد مصر دي تقارير لله والوطن وهدفها صالح البلد أو حتى نهوض اقتصادها بالعكس التقارير دي معمولة لأهداف خبيثة جدا وليها مهمة محددة هي اغتيال العملة المصرية وتدمير الاقتصاد.. ولو عاوز تعرف التقارير دي عاوزة تعمل ايه فى مصر خد نظرة سريعة على اللى بيحصل فى السوق السودا للعملة وازاى سعر الدولار ارتفع بأكتر من 12 % فى آخر كام يوم بدون اى سبب او مبرر اقتصادي.. وطبعا السبب فى الجنون اللى بيحصل فى السوق السودا هي تقارير المؤسسات الدولية اللى كل يوم بتبشر بتعويم جديد للعملة المصرية وده مخلى اى حد معاه قرشين على جنب بيجرى يشترى بيهم دولار بأى سعر وطبعا ده بيزود الطلب على العملة الأمريكية ومع زيادة الطلب السعر بيزيد.. فيا ترى هل ممكن الجنيه ينجو من المؤامرة اللى بتتعمل عليه وبتشارك فيها أجهزة وجماعات نفسها تشوف مصر بتغرق؟ وازاى ممكن الحكومة والبنك المركزي يقضوا على السوق السودا ويوقفوا فوضى سوق الصرف؟
 

 
خلاص الحرب بقت واضحة  واضحة واللعب بقا على المكشوف ومؤسسات التمويل الدولية رسالتها وهدفها أصبح واضح .. والرسالة الواضحة "مش هنسيب مصر في حالها" وكل شوية هيطلع تقرير من مؤسسة هنا أو هناك يشكك في قدرة مصر على سداد التزاماتها الخارجية او تقرير تاني يبشر بتخفيض قيمة العملة أو تخفيض جديد لتصنيف بنوك فى القطاع المصرفي .. وتقرير وكالة فيتش بخفض التصنيف الائتماني السيادي لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية من بي الى بي سالب مع نظرة مستقبلية مستقرة مكنش التقرير الأخير وفى الأيام اللى فاتت شوفنا وسمعنا توقعات تانية أكثر تشاؤما والموضوع مش اقتصاد خالص لأن الوضع الاقتصادي لمصر صحيح مش أفضل حاجة لكنه مش واقع اوي كده زي ما بتقول وكالات التصنيف ومؤسسات التمويل
وخد بالك مصر عارفة كويس ليه التقارير الدولية كلها ضدها خصوصا في التوقيت ده تحديدا والارتباط الوثيق بين التقارير دي وبين موقف مصر من القضية الفلسطينية وتهجير أهالى غزة الى سيناء.. وعشان كده الحكومة طلعت من فترة  ردت بقوة على تقرير فيتش عن الاقتصاد وعن خفض تصنيف مصر الائتماني.. وأكد وزير المالية محمد معيط ان الاقتصاد المصري لسه قادر على توفير الاحتياجات التمويلية الخارجية بشكل يعكس ما يتمتع بيه من مرونة كافية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية المترتبة على التوترات الجيوسياسية اللى بتفرض ضغوط بالغة الشدة على موازنات مختلف الدول بما فيها مصر، في ظل صعوبة الوصول للأسواق المالية الدولية وارتفاع تكلفة التمويل بزيادة معدلات الفائدة.
المؤامرة على الجنيه شغالة فى أكتر من اتجاه لكن فيه تركيز واضح على اغتيال العملة المصرية بسلاح الشائعات القوي والمؤثر جدا فى سوق الصرف .. وخلى بالك أكتر سلعة بتتأثر بالشائعات هي الدولار ولو طلع خبر إيجابي واحد عن قدرة مصر على توفير سيولة دولارية بيحصل على طول تراجع في سعر الدولار في السوق السودا والعكس صحيح مع كل خبر سلبي سعر العملة الأمريكية في السوق الموازية بيطير... فما بالك بقا بكمية شائعات وأخبار سلبية مالية الفيس بوك وكل منصات السوشيال ميديا عن ضعف الجنيه وعن احتمالية تخفيض قيمة العملة وعن عدم مقدرة مصر على جذب تدفقات دولارية.
وفى لافترة الأخيرة فيه كمية اشاعات مالهاش حصر عن مستقبل الاقتصاد وعن تعويم جديد هيحصل للجنيه بعد انتخابات الرئاسة وطبعا الاشاعات دي كان ليها تأثير سلبي كبير جدا على سعر الدولار في السوق السودا وخلا كتير من الناس تتكالب على شراء الدولار وتخزينه عشان يحفظوا قيمة مدخراتهم ويحموها من أي خفض محتمل في قيمة الجنية وتخيل حضرتك مواطن معاه قرشين شايلهم للزمن كل يوم بيسمع ان سعر الدولار هيزيد وقيمة الجنيه هتنخفض ممكن يشترى الدولار بأى سعر حتى لو على من قيمته لاعادلة عشان يحافظ على فلوسه من التضخم ومن تآكل قيمتها وده يفسرلك ليه سعر الدولار في السوق السودا بيزيد بمعدلات مش طبيعية لأن اللى بيشتروا دولارات مش الناس اللى على اد حالهم اللى شايلين قرشين للزمن ولكن مستثمرين ورجال أعمال وشركات ضخمة بتجمع دولارات من السوق وده مخلى فيه طلب كبير جدا جدا على العملة الأمريكية والقاعدة في سوق الصرف مفهومة وكلنا حافظينها كل ما زاد الطلب على عملة كل ما سعرها زاد وكل ما انخفض الطلب هيزيد المعروض والسعر هيقل.
والاشاعات اطراف كتيرة مستفيدة منها ومن اللى بيحصل في السوق السودا للعملة.. وللأسف كل جماعات الشر دي اتحدت وتكالبت على مصر وبيحاولوا يستغلوا الوضع الاقتصادي الصعب اللى بتمر بيه مصر زيها زي دول كتير في العالم اتأثرت بالأحداث اللى بتحصل عالميا زي أحداث غزة حاليا ومن قبلها الحرب الروسية الأوكرانية وقبلهم كمان جائحة كورونا اللى اتسببت في حالات اغلاق وتقييد وتراجع في مستلزمات الإنتاج.. والجماعات دي بتضم جماعات تابعة لتيار الإسلام السياسي زي جماعة الاخوان وأتباعها واللى لسه منتشرين ومتغلغلين في المجتمع وجماعات ضغط مالى وسياسي وأجهزة مخابرات خارجية يهمها ان مصر تفضل مشغولة بمشاكلها الداخلية
طب هل مصر ممكن تنجو من المؤامرة الكبيرة دي فى ظل أوضاع اقتصادية صعبة بتعيشها كتير من دول العالم؟ 
الحكومة وبتكليفات مباشرة من الرئيس السيسي بتحاول تواجه الاعيب مؤسسات التمويل من خلال تعظيم العوايد الدولارية والبحث عن مصادر غير تقليدية للدولار وفي الاطار ده تم اطلاق مجموعة من المبادرات زي مبادرة السماح للمصريين فى الخارج باستيراد سيارات من الخارج مقابل وديعة بالدولار تتحط فى حساب وزارة المالية وهيتم استراجعها بعد 5 سنين بسعر صرف الدولار وقتها مقابل دخول السيارة بدون رسوم او جمارك او بجمارك مخفضة وفيه كمان مبادرة تسوية الموقف التجنيدي للمسافرين مقابل مبلغ بالدولار وغيرها من الأفكار 
حد هيسأل ويقول .. طب ليه التقارير الدولية بتأكد ان الجاي كله سواد ؟
بص لازم وانت بتقرا التقارير دي تكون عارف ان المؤسسات الدولية مش جمعيات خيرية ولا بتطلع تقاريرها لله ولخدمة الوطن كل مؤسسة من المؤسسات دي مرتبطة اما بدول كبرى او أجهزة مخابرات عالمية وتقاريرها بتكون لأهداف ولو انت ملاحظ مفيش تقرير مثلا طلع عن اللى بيحصل في أمريكا ولا البنوك اللى بتفلس هناك .. ولا عن إسرائيل مثلا اللى خسرت في الحرب اللى شغالة مع فلسطين مليارات الدولارات والسياحة عندهم اتضربت ولا حتى عن أوكرانيا اللى بتعانى من ويلات الحرب بقالها حوالى سنتين في حين ان مفيش يوم تقريبا بيعدي من غير صدور تقرير عن مصر وعن مستقبل الجنيه 
طب وايه أهداف هجوم المؤسسات دي على مصر؟ 
ده سؤال مهم جدا والاجابة عليه هتكشف لحضرتك كواليس كل اللى بيحصل ضد مصر في الكام شهر الأخيرة.. بص يا سيدي دول كبيرة ومهمة زي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول تانية كتير كان عندهم مشروع اسمه مشروع الشرق الأوسط الكبير وده مشروع كانوا شغالين عليه بقالهم ييجي 20 سنة واكتر ومع بدء ثورات الربيع العربي اللى أمريكا تحديدا لعبت الدور الأكبر في اشعالها بدأوا ينفذو المشروع ده وكانوا معتمدين فيه بشكل رئيسي على جماعة الاخوان اللى تولت الحكم في اكتر من عاصمة عربية وكان المخطط ان الاخوان يتولوا السلطة في كل الدول العربية تباعا لكن للأسف مشروعهم ده اصطدم برفض من الشعب المصري والشعب فوض الجيش والرئيس السيسي لاسقاط حكم المرشد.. والرئيس السيسي تحديدا ه اللى وقف في وش المدفع وانحاز لرغبة المصريين .. وطبعا الامريكان والغرب عمرهم ما هينسوا للسيسي الموقف ده .. ده غير ان السيسي شغال على تحرير مصر من التبعية لى دولة خارجية بيحاول يوطن صناعات كتيرة ويقلل الاعتماد على الاستيراد وكل ده بيتعارض مع مصالح الأمريكان وعشان كده بيحاربوا الرئيس السيسي بالتقارير اللى بتطلع كل شوية .. وده الى خلا الرئيس يطلع من فترة ويتكلم عن أزمة الدولار بشكل واضح ويقول ان مصر مش هتخفض قيمة عملتها ولا هتعوم الجنيه تاني.