السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

الجميع يقفز من سفينة الدولار قبل غرقها.. هل تنجح ” بريكس ” في القضاء على هيمنة الدولار

الثلاثاء 11/أبريل/2023 - 10:05 م
الدولار
الدولار

بعد سنوات من إساءة استخدام وضع الدولار الأمريكي كعملة احتياط، تواجه الولايات المتحدة الآن موجة متزايدة من عمليات إزالة الدولرة العالمية، حيث تتحد العديد من أكبر الدول اقتصاديًا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان على هذا الكوكب لإطلاق بديل بالدولار الأمريكي لاستخدامه في التجارة العالمية.

من جانبه، حذر مؤلف كتاب "الأب الغني والأب الفقير"، روبرت كيوساكي، من زوال محتمل للدولار الأميركي. حيث أعرب عن قلقه من أن الدولار قد يفقد قيمته و"يصبح ورق تواليت".

وأشار كيوساكي إلى أن دول البريكس – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا – قد وضعوا أنفسهم كبديل للغرب من حيث الأمور المالية والسياسية العالمية.
وذلك من خلال تحدي هيمنة الدولار بعملة جديدة. إذ تحاول المنظمة إنشاء نظام مالي عالمي جديد يهدف إلى استبدال الدولار في المعاملات الدولية، سواء بينهم داخل دول المنظمة، أو حتى بين دول المنظمة والدول الأخرى خارج المنظمة.

وكيوساكي هو مؤلف كتاب "الأب الغني والأب الفقير"، وهو كتاب صدر عام 1997 وكان مدرجًا في قائمة نيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعًا لأكثر من ست سنوات. حيث تم بيع أكثر من 32 مليون نسخة من الكتاب بأكثر من 51 لغة في أكثر من 109 دولة.
أوضح كيوساكي أن الولايات المتحدة انتهكت القوانين النقدية طوال هذه السنوات والعالم يقول، "لقد سئمنا من هذا"، لذا فقد يجعلهم هذا ينضمون إلى دول البريكس. وهذا يعني أن 70 بالمئة من سكان العالم الذين اعتادوا استخدام الدولار سيقولون، "لم نعد نريده بعد الآن."

"لذلك، سيكون هناك كوادريليونات (مليون مليار) من الدولارات تعود، وتداعيات ذلك ربما... التضخم المفرط".

"لقد دمرت الولايات المتحدة نفسها في السنوات القليلة الماضية أكثر مما كان يمكن لأي عدو خارجي فعله لأننا نستخدم مصدر قوتنا كسلاح، وهو الدولار الأمريكي، وقد دفعنا معظم العالم بعيدًا عنه نتيجة لذلك".

"بريكس" تتفوق على "السبع"

وتدرس المجموعة انضمام أكثر من دولة مثل إيران والسعودية، بعدما تقدمتا بطلبين رسميين للانضمام إلى المجموعة، وتعتبر المجموعة أن توسيع "بريكس" هو أحد الأمور المهمة التي يتم العمل عليها، حيث يمثل سكان المجموعة حاليا 42% من سكان العالم.
أما مجموعة السبع، فهي الدول الصناعية الكبرى، وتضم اقتصادات متقدمة، مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا، وعقدت المجموعة 48 قمة، ويعيش 800 مليون شخص في دول مجموعة "السبع".

وحسب شركة الاستشارات البريطانية Acorn Macro Consulting، فإن مجموعة بريكس تعد أكثر تطورا صناعيا من مجموعة السبع الكبار، وهو ما يؤكد على أن قوة أخرى غير الولايات المتحدة الأميركية تسيطر على كتلة اقتصادية عالمية مهمة وبالتالي نفوذ عالمي جديد.

وبدأت "بريكس" في تقديم نفسها كبديل للكيانات المالية والسياسية الدولية الحالية، بعدما بدأت كرمز للاقتصادات الأسرع نموا حول العالم، ويبدو أن الأمر قد يصبح حقيقة قريبا، ليس فقط من خلال الناتج الإجمالي للمجموعة والذي تفوقت فيه على "السبع الصناعية".
ومن ضمن ما تقدمه "بريكس" كبديل لمؤسسات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد، أنشأت المجموعة "بنك التنمية الجديد" برأس مالي أولي قدره 50 مليار دولار، مع وضع احتياطات نقدية طارئة تدعم الدول التي تعمل على سداد ديونها، ويعتبر خبراء أن هذه الخطوة قد تزيد نفوذ "بريكس" عالميا، حيث تلجأ إليها الدول التي تعاني من سياسات المؤسسات المالية الدولية، وهو ما اتضح حين بدأت دول مثل مصر وبنغلاديش في الاكتتاب في البنك بمليارات الدولارات.

توسع البريكس

ونظرا للتوسع الذي تعمل عليه "بريكس"، فقد تقدمت دول عدة بطلبات الانضمام إلى المجموعة منها الارجنتين والمكسيك ومصر والجزائر والسعودية ودول أخرى مثل تونس التي أعلنت أخيرا نيتها الانضمام للمجموعة.

ويرى خبراء أن "بريكس" آخذة في الصعود، خصوصا بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة، وعدم مشاركة دول المجموعة في العقوبات المفروضة من الغرب على موسكو، وهو ما يعني مزيدا من الاستقلال والسيادة لهذه الدول التي "لا ترغب في العيش بعالم القطب الواحد".