الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
بنوك خارجية

سوق الذهب في انتظار «صدمة الفدرالي».. كل الطرق «ملغومة»

الأربعاء 22/مارس/2023 - 05:58 م
الذهب
الذهب

يترقب سوق الذهب خطوة الفيدرالي لينطلق ارتفاعًا صوب مستويات قياسية، سواء ثبت الفيدرالي الفائدة أو رفعها، ولتفسير هذه الفرضية نستعرض في هذا التقرير سيناريوهات الفيدرالي المحتملة وكيف ستنعكس على الذهب على المدى القصير والمتوسط.

السيناريو الأول.. رفع الفائدة
 

قبل أزمة البنوك الأخيرة كانت التوقعات تشير لاتجاه لرفع الفائدة في اجتماع مارس، وبالتالي إذا لم يرفع الفيدرالي الفائدة فإن ذلك قد يعد رسالة لأسواق المال بأن هناك مشكلة كبرى. والفيدرالي لا يريد إرسال هذا النوع من الرسائل.

وتقول مجموعة "سي أم إي" إن غالبية الفاعلين في السوق يعولون على فرضية إدخال زيادة معتدلة، بمقدار ربع نقطة مئوية، أو 25 نقطة أساس.

بيد أن انشغال الفيدرالي الأميركي وهدفه الأساسي حالياً هو محاربة التضخم، وذلك عبر رفع معدلات الفائدة، ومن ثم فإن حدوث أضرار اقتصادية وتباطؤ اقتصادي في سياق تلك السياسات أمر طبيعي عند محاولة السياسة النقدية كبح جماح التضخم.
وفي هذا السيناريو التي تتوقع فيه الأسواق رفعًا للفائدة بـ 25 نقطة، قد يتعرض الذهب لهبوط ملحوظ على المدى القصير، ولكن على المدى المتوسط قد يرتد صوب مستويات قياسية جديدة بفعل استمرار أزمة المصارف.

ويرجع ذلك إلى أن أحد أهم أسباب أزمة المصارف هي الفائدة المرتفعة وسياسة الفيدرالي التشددية، وبالتالي مع استمرار نفس السياسة التي أدت إلى هذه الأزمة ودعمت الذهب خلال الأيام القليلة الماضية ودفعته أعلى الـ 2000، قد يتغلب المعدن الثمين على سياسة رفع الفائدة مدفوعًا بعدم اليقين الذي قد يخيم على الأسواق الفترة القادمة خاصة وأن الأزمة لم تنته بعد.

الذهب والدولار
 

قالت محللة الأسواق  CMC Markets، تينا تينغ "من المرجح أن يتسبب قيام الفيدرالي في وقت قريب برفع أسعار الفائدة في ارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى بسبب انخفاض إضافي محتمل في عوائد الدولار والسندات الأميركية"، وتتوقع تينغ أن يتم تداول أسعار الذهب بين 2500 دولار و 2600 دولار للأونصة.

قد يدعم ضعف الدولار أسعار الذهب، وفقًا لكبير محللي المعادن النفيسة في HSBC، جيمس ستيل، والذي يتوقع ارتفاعًا بمقدار 25 نقطة أساس من الفيدرالي الأميركي.

وعادة ما تكون هناك علاقة عكسية بين أسعار الذهب والدولار الأميركي، لكن المستثمرين يميلون إلى الإعجاب بالأمان الذي تعطيه الخزينة الأميركية، والمتمثل في الدولار من وجهة نظرهم، ويهرعون إلى الذهب في وقت واحد، وهو خلال فترات الضغط المالي.

وقال ستيل "هذا السيناريو لا يحدث كثيرًا ولكن عندما يحدث، فهو دائمًا علامة على مخاوف المستثمرين المتزايدة".

السيناريو الآخر.. تثبيت الفائدة
 

مع مواجهة البنوك الإقليمية لعمليات سحب متزايدة للعملاء أو على الأقل خطر حدوث ذلك، من المتوقع أن تزيد البنوك من تشديد معايير الإقراض، مما يجعل من الصعب على المستهلكين والشركات الحصول على قروض، وفقاً لما ذكره "غولدمان ساكس ". ومن المحتمل أن يضر ذلك بالنمو الاقتصادي ويخفف التضخم، لذا قد لا يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع الفائدة وتثبيتها.

وكتبت كابيتال إيكونوميكس لعملائها: "بشكل عام، يؤكد حجم الارتفاع في الإقراض الطارئ للاحتياطي الفيدرالي أن هذه أزمة خطيرة للغاية في النظام المصرفي وسيكون لها آثار كبيرة على الاقتصاد الحقيقي".

على الجانب الأخر، يمكن أن يؤدي رفع سعر الفائدة إلى تعقيد الظروف التي أدت إلى تهافت البنوك عن طريق خفض سعر السندات المملوكة من قبل البنوك الإقليمية، مما يهدد صحتها المالية ويؤدي إلى مزيد من التهافت.

والأسوأ من ذلك، كانت حملة التشديد النقدي العنيف التي قام بها بنك الاحتياطي الفيدرالي هي التي أشعلت المشكلة، مما أعطى مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي سبباً لتوخي الحذر بشكل خاص، وفقاً لما ذكرته شركة "بوستانسيك".

وقال جولدمان ساكس: "سنندهش إذا، بعد أسبوع فقط من بذل جهود كبيرة لدعم الاستقرار المالي، يخاطر صناع السياسة بتقويض جهودهم برفع سعر الفائدة".

وفي هذا السيناريو، سوف يتلقى الذهب مزيدًا من الدعم وذلك باعتبار أن المعدن الأصفر يسير في طريق معاكس لاتجاه الفائدة، وبالتالي تثبيتها يكون ضارًا بالدولار مما يدعم الذهب.

بجانب أن تثبيت الفائدة قد يشير إلى أن هناك أزمة مالية يعلم الفيدرالي عنها أمرًا ما، خاصة وأن التوقعات كانت تسير في اتجاه رفع الفائدة سواء بـ 50 نقطة أو 25 نقطة، وبالتالي إذا تم تثبيت الفائدة سوف يعزز ذلك من مخاوف المستثمرين مما يدفعهم نحو الملاذ الآمن الذهب.