الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

كنز جديد تحت الأرض في مصر.. "بريدا إنرجيا" الإيطالية تستثمر 50 مليون دولار لتعزيز صناعة معدات البترول

الأربعاء 31/ديسمبر/2025 - 07:00 ص
شركات البترول
شركات البترول

مصر داخلة بقوة في صناعات معدات البترول مع شركة إيطالية، بس هل استثمارات “بريدا إنرجيا” مجرد توسعة مصنع؟ ولا خطوة أكبر لتحويل مصر لمركز إقليمي لمعدات البترول؟.. وليه شركة إيطالية عالمية تضخ 50 مليون دولار في مصر دلوقتي بالذات؟، وإيه اللي خلى مصر تبقى وجهة مفضلة لتوطين صناعة حساسة زي رؤوس آبار البترول؟

مصر مش بس عندها كنوز فوق الأرض، دي كمان لسه بتكشف عن كنوز جديدة تحت الأرض، بس المرة دي الكنز مش بترول ولا غاز وبس، الكنز الحقيقي هو الصناعة، وبالذات صناعة معدات البترول والغاز.

آخر خبر بيأكد الكلام ده، هو إعلان شركة "بريدا إنرجيا" الإيطالية، واحدة من الشركات العالمية في مجال معدات وخدمات حقول البترول، عن ضخ 50 مليون دولار استثمارات جديدة في مصر.. خطوة كبيرة وذكية، وبتقول إن مصر داخلة بقوة على خريطة الصناعة الإقليمية في قطاع الطاقة.

الاستثمار الجديد ده هيبدأ تنفيذه في الربع الأول من سنة 2026، وهدفه توسيع مصنع إنتاج رؤوس آبار البترول والصمامات في مدينة بدر شرق القاهرة.. المصنع ده حاليًا مساحته حوالي 2000 متر مربع، لكن بعد التوسعة هيوصل لحوالي 7 آلاف متر مربع، يعني أكتر من 3 أضعاف، وده معناه طاقة إنتاجية أكبر، وتشغيل عمالة أكتر وتكنولوجيا أحدث.

الموضوع مش مجرد توسعة مصنع وخلاص، دي رسالة ثقة واضحة في الصناعة المصرية، وفي البنية التحتية، وفي سوق الطاقة في مصر.. خصوصًا أن "“بريدا إنرجيا" مش شركة جديدة، دي شريك أجنبي في شركة "ثروة بريدا بتروليم سيرفيس"، وهي شركة مشتركة متأسسة سنة 2014 بين شركة "ثروة للبترول" التابعة للهيئة المصرية العامة للبترول، وبين الجانب الإيطالي.

الشركة دي من يوم ما اتأسست وهي شغالة على هدف مهم جدًا، وهو توطين صناعة معدات وخدمات حقول النفط، يعني بدل ما نستورد رؤوس آبار وصمامات ومعدات حفر وصيانة بملايين الدولارات، ننتجها هنا في مصر، بأيدي مصرية وبجودة عالمية.

والأرقام بتتكلم.. "ثروة بريدا" دلوقتي مسيطرة على حوالي 65% من سوق توريد رؤوس الآبار ومعدات الحفر والصيانة في مصر.. رقم كبير ويدي الشركة قوة تخليها مش بس مكتفية بالسوق المحلي، لكن كمان جاهزة للتصدير.

وعلى فكرة، الخطة فعلًا أن الشركة تبدأ التصدير لأسواق إفريقيا خلال 3 سنين، وده في وقت الطلب فيه بيزيد على معدات البترول والغاز في دول كتير في إفريقيا والشرق الأوسط، بسبب التوسع في الاستكشاف والإنتاج.. الاستثمارات كمان مش واقفة عند الـ50 مليون دولار بس.. الشركة استثمرت حوالي 8 ملايين دولار في 2024، ومتوقع توصل لـ10 ملايين دولار بنهاية 2025، قبل القفزة الكبيرة في 2026، يعني إحنا قدام مسار تصاعدي واضح، مش قرار مفاجئ.

كل ده بييجي في توقيت مهم جدًا، لأن مصر نفسها بتخطط تزود إنتاجها من النفط الخام لـحوالي 550 ألف برميل يوميًا خلال السنة المالية الحالية، ويوصل لـ580 ألف برميل بحلول 2026–2027.. ومع الاستهلاك المحلي الكبير للسولار والبنزين، وجود صناعة محلية قوية لمعدات الحقول بيساعد يقلل الاستيراد، ويوفر عملة صعبة ويعزز أمن الطاقة.