آخر تحديث لأسعار الذهب في الأسواق المصرية اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر
شهدت أسعار الذهب في ختام تعاملات العام حالة من التذبذب الملحوظ، بعدما فقد المعدن النفيس جزءًا من زخمه عقب تسجيله مستويات قياسية غير مسبوقة في بداية الأسبوع، وهو ما يعكس انتقال السوق من مرحلة الصعود السريع إلى مرحلة أكثر حذرًا، تُسيطر عليها عمليات جني الأرباح ومحاولات البحث عن مستويات توازن جديدة.
وفي السوق المحلية، سجل سعر الذهب تراجعًا طفيفًا مع نهاية الجلسات، حيث بلغ سعر عيار 24 نحو 6754 جنيهًا للجرام، بينما سجل عيار 21 — الأكثر تداولًا — 5910 جنيهات، وبلغ سعر عيار 18 نحو 5065 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 47,280 جنيهًا دون احتساب المصنعية والضرائب.
وعلى الصعيد العالمي، تحركت أسعار الذهب في نطاق واسع خلال الساعات الماضية؛ إذ ارتفعت الأونصة بنسبة 0.9% لتسجل أعلى مستوى عند 4383 دولارًا بعد أن افتتحت تداولاتها عند 4341 دولارًا، قبل أن تستقر بالقرب من 4372 دولارًا للأونصة، وفق تحليل شركة «جولد بيليون».
ويأتي هذا الارتفاع النسبي عقب هبوط حاد في الجلسة السابقة بلغ 4.4%، وهو التراجع الأكبر خلال أسبوعين، حيث لامس الذهب مستوى 4302 دولار للأونصة، ما أدى إلى خروج مؤشرات الزخم من منطقة التشبع الشرائي، وأعاد التوازن جزئيًا إلى حركة الأسعار.
ويرى محللون أن السلوك السعري الحالي يعكس حساسية الأسواق لأي تغيرات مفاجئة في مستويات السيولة أو شهية المخاطرة، خاصة مع إغلاق دفاتر العام وترتيب المحافظ الاستثمارية. كما تُعد عمليات جني الأرباح المحرك الأبرز للتقلبات، بعد موجة صعود قوية شهدها الذهب طوال عام 2025.
وبحسب البيانات، فقد حقق الذهب مكاسب تقارب 66% منذ بداية العام، مستفيدًا من حالة عدم اليقين الجيوسياسي، وتذبذب السياسات النقدية، وتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة، فضلاً عن ارتفاع الطلب الاستثماري والشرائي لدى البنوك المركزية.
ومع اقتراب دخول العام الجديد، يتوقع مراقبون استمرار حالة “الاستقرار الحذر” على تداولات الذهب، وسط متابعة لصيقة لتحركات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتطورات التضخم، ومسارات أسعار الفائدة، إضافة إلى الأوضاع الجيوسياسية العالمية. ويشير هؤلاء إلى أن أي إشارات بتخفيف السياسة النقدية قد تدعم الذهب مجددًا، بينما قد تؤدي مفاجآت اقتصادية قوية إلى ضغوط تصحيحية إضافية.
وفي الوقت ذاته، ينصح خبراء المستثمرين الأفراد بتوخي الحذر وعدم اتخاذ قرارات مبنية على التحركات اللحظية، خاصة في ظل ارتفاع مستويات التقلب تاريخيًا خلال فترات نهاية العام وإعادة هيكلة المحافظ.
ومع بقاء الذهب قريبًا من قممه التاريخية، يظل المعدن النفيس عنصرًا رئيسيًا في استراتيجيات التحوط، لكن اتجاهاته خلال الفترة المقبلة ستعتمد بدرجة كبيرة على توازن القوى بين شهية المخاطرة في الأسواق المالية، والسياسات النقدية المتوقعة، وتطورات المشهد الجيوسياسي عالميًا.
