الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

هو فعلا الحكومة ناوية تبيع مصانع الغزل والنسيج؟.. تعالى نقولك اللي هيحصل

الأحد 28/ديسمبر/2025 - 04:00 ص
صناعة الغزل والنسيج
صناعة الغزل والنسيج

هو فعلا الحكومة ناوية تبيع مصانع الغزل والنسيج بعد ما صرفت عليها مليارات؟ ولا اللي بيتقال ده مجرد شائعة بتتكرر كل شوية ومع كل خطوة تطوير كبيرة ؟ وهل المنطق يقبل ان دولة تحرق فلوسها في مصانع وبعدين تفرط فيها ولا في خطة اعمق واذكى بكتير محدش واخد باله منها؟ وهل ملف الغزل والنسيج داخل على صحوة حقيقية ولا مجرد مسكنات مؤقتة؟

خلينا نكون واضحين من الاول الكلام عن بيع مصانع الغزل والنسيج كلام غير صحيح تماما والدولة بنفسها خرجت وردت ونفت الشائعة بشكل قاطع وقالت ان اللي بيحصل هو العكس تماما الدولة دلوقتي بتنفذ اكبر مشروع قومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج في تاريخها مشروع بيشمل حوالي ستين مصنع ومبنى خدمي ما بين انشاء جديد وتطوير واعادة تأهيل وده بيتم باحدث تكنولوجيا عالمية ومعايير جودة بتنافس المصانع العالمية الكبيرة.

المشروع ده شغال من خلال الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج وبيمتد في سبع محافظات وعلى مساحة تقرب من مليون متر مربع وبيضم سبع شركات تاريخية كانت في وقت من الاوقات عنوان الصناعة المصرية زي غزل المحلة وكفر الدوار وشبين الكوم والدقهلية ودمياط والمنيا وحلوان يعني احنا بنتكلم عن قلب الصناعة مش اطرافها.

طيب السؤال المهم الدولة بتعمل كل ده ليه؟

لان الغزل والنسيج مش مجرد مصانع دي صناعة استراتيجية مرتبطة بالقطن المصري وبالتصدير وبفرص عمل بعشرات الالاف وبقيمة مضافة عالية جدا الدولة شايفة ان احياء القطاع ده معناه استعادة مكانة عالمية ضاعت على مدار سنين طويلة ومعناه كمان ضخ عملة صعبة وزيادة الصادرات وتقليل الاستيراد.

اللي اتصرف في التطوير مش اتصرف علشان البيع اتصرف علشان التشغيل الصح والانتاج الحقيقي المرحلة الاولى من المشروع خلصت بالفعل في نهاية الفين اربعة وعشرين وشغلت مصانع عملاقة زي مصنع غزل واحد اللي يعتبر الاكبر من نوعه عالميا ومعاه مصانع تانية ومحطة كهربا جديدة وده كله شغال وبيطلع انتاج فعلي مش كلام على ورق.

المرحلة التانية كمان ماشية وفيها تشغيل مصانع جديدة في شبين الكوم واستكمال باقي مجمعات غزل المحلة من غزل ونسيج وصباغة يعني الدولة بتكمل الصورة كاملة من اول الخيط لحد القماش الجاهز وده تفكير صناعي محترف.

طيب فين بقى دور القطاع الخاص؟

هنا الدولة قالت بوضوح انها مش بتبيع الاصول لكنها منفتحة على الشراكة شراكة في الادارة والتشغيل والخبرة والتسويق يعني المصنع يفضل ملك الدولة لكن يتدار بعقلية استثمارية تحقق اعلى عائد وتخلي المنتج المصري ينافس عالميا وده نموذج معمول بيه في دول كتير ناجحة.

الفكرة كلها ان الدولة بدل ما تسيب المصانع عبء على الموازنة قررت تحولها لاصول منتجة بتكسب وبتشغل وبتصدر وده جوهر القصة مش بيع ولا تفريط دي اعادة احياء صناعة كانت شبه ميتة وتحويلها لمحرك نمو حقيقي.

اللي بيحصل في ملف الغزل والنسيج رسالة واضحة ان الدولة بتفكر ازاي في اصولها بتطور الاول وبعدين تشغل صح وبعدين تشارك بذكاء علشان تحقق اقصى استفادة اقتصادية واجتماعية وده اللي لازم نفهمه بعيدا عن العناوين المثيرة والشائعات السهلة.