الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

صادرات النفط الروسي ترتفع إلى أعلى مستوى منذ عامين ونصف.. والمخزونات تتكدس في البحر

الأربعاء 24/ديسمبر/2025 - 11:09 ص
النفط الروسي
النفط الروسي

سجلت صادرات النفط الروسي أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين ونصف العام، غير أن تأخر تفريغ الشحنات أسفر عن تكدس كميات كبيرة من النفط على متن الناقلات قبالة سواحل الهند والصين. ورغم ارتفاع متوسط التدفقات اليومية على مدى أربعة أسابيع، لا تزال عمليات التسليم تواجه صعوبات لوجستية كبيرة، ما دفع المخزونات إلى القفز بنسبة 48% منذ نهاية أغسطس الماضي.

وأوضحت بيانات تتبع السفن أن ما لا يقل عن 20 ناقلة محمّلة بالخام الروسي تنتظر الحصول على تصاريح للرسو في الموانئ الصينية والهندية، بينما استغرق تسليم شحنات أخرى عدة أشهر. وتأتي هذه التحديات في وقت أدت فيه العقوبات الأمريكية على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل" خلال نوفمبر إلى تراجع شحنات النفط الروسي، وهو ما انعكس على الأسعار التي هوت إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أعوام تقريبًا.

وعلى الرغم من زيادة صادرات موسكو إلى آسيا إلى مستوى قياسي بلغ 3.7 ملايين برميل يومياً خلال 28 يوماً، تراجعت الأسعار بشكل حاد، إذ خسر خام الأورال نحو 25 دولاراً للبرميل منذ ذروته المسجلة في يوليو الماضي، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 40%. بينما سجل خام "إسبو" الروسي أداءً أفضل نسبياً، مع تراجع قيمته نحو 30% خلال نفس الفترة.

وتفاقمت أزمة التكدس بسبب الهجمات المستمرة بالطائرات المسيّرة على مصافي التكرير الروسية، بما في ذلك ضربة استهدفت مصفاة ياروسلافل شمال موسكو بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 ألف برميل يومياً، ما أدى إلى تراجع المعالجة الداخلية وتوافر المزيد من النفط الخام للتصدير.

وفي ظل هذه الظروف، لجأت بعض الناقلات إلى تمويه وجهتها النهائية، حيث أظهرت بيانات التتبع أن جزءاً كبيراً من النفط الروسي المتجه إلى آسيا لم يُحدد له ميناء تسليم نهائي بعد، ما يتيح مرونة في إعادة توجيه الشحنات لاحقاً. كما يواجه بعض الناقلات تأخيرات إضافية في انتظار الحصول على تصاريح الرسو في الموانئ الصينية.

ويأتي هذا التكدس وسط مخاوف متزايدة لدى شركات الشحن ومشتري الخام الروسي من الاستهداف الأميركي، على غرار الإجراءات المتخذة ضد ناقلات النفط الفنزويلية. وقد رُصدت عمليات نقل إضافية للخام الروسي بالقرب من قناة السويس وبالقرب من ميناء كوزمينو في المحيط الهادئ، مع اختفاء بعض السفن من أنظمة التتبع، ما يزيد من التعقيد في مراقبة التدفقات.

وعلى صعيد القيمة، ارتفعت صادرات روسيا بشكل طفيف إلى نحو 1.13 مليار دولار أسبوعياً خلال فترة 28 يوماً، إلا أن انخفاض الأسعار حدّ من أثر هذه الزيادة، مما أبقى القيمة الإجمالية قريبة من أدنى مستوياتها منذ يناير 2023.

المشهد الراهن يعكس الصعوبات المتراكمة أمام موسكو في تسويق نفطها الخام عالمياً، في ظل العقوبات الغربية والهجمات على البنية التحتية، وتظل مسألة التكدس والتأخير في الموانئ الآسيوية نقطة ضغط رئيسية على سوق النفط الروسي في الأسابيع المقبلة.