الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

وداعا للاعتماد على الخارج.. النهر الصناعي العظيم.. معجزة مصرية جديدة لزراعة المليون فدان

الخميس 25/ديسمبر/2025 - 10:00 م
مشروع الدلتا الجديدة
مشروع الدلتا الجديدة

وسط تحديات مائية كبيرة وضغوط مستمرة على نهر النيل، مصر بدأت تمشي في طريق جديد وغير تقليدي.

طريق بيقول إن الحل مش بس في انتظار المياه، لكن في صناعتها وإدارتها بذكاء.

ومن هنا ظهر مشروع ضخم جدًا، يوصف بأنه أطول نهر صناعي في العالم، خطوة استراتيجية هتغيّر خريطة الزراعة والمياه في مصر، وتفتح باب أمل لمستقبل أكتر أمانًا.

مصر طول عمرها مرتبطة بنهر النيل كمصدر أساسي للحياة، لكن مع الزيادة السكانية، وتراجع نصيب الفرد من المياه، والتحديات الإقليمية، بقى لازم الدولة تدور على حلول غير تقليدية.

الحلول دي بدأت تظهر بوضوح في مشروع عملاق اسمه النهر الصناعي، واحد من أهم مشروعات الدلتا الجديدة، واللي يعتبر أطول نهر صناعي في العالم بطول يقارب 170 كيلومتر.

الفكرة ببساطة إن بدل ما نعتمد بس على المياه القادمة من الخارج، يتم الاستفادة من المياه المعالجة ثلاثيًا بأعلى المعايير العالمية، ونقلها من محطات عملاقة لحد مناطق الاستصلاح الزراعي الجديدة في الصحراء الغربية.

النهر ده مش مجرد مجرى مية، ده منظومة متكاملة معمولة بحسابات هندسية دقيقة جدًا، من حيث العرض والعمق، عشان تسمح بتدفق آمن ومستمر لكميات ضخمة من المياه طول السنة.

المشروع متدعم بأنظمة حماية تمنع الفاقد أو التلوث، ومربوط بشبكة قنوات ومحطات رفع عملاقة، بتضمن وصول المياه للأراضي الجديدة بكفاءة عالية.

وده معناه تقليل الضغط على وادي النيل والدلتا القديمة، اللي اتحملت فوق طاقتها سنين طويلة.

وأهمية النهر الصناعي مش بس في نقل المياه، لكن في إنه بيفتح الباب لاستصلاح وزراعة حوالي 2.8 مليون فدان جديدة. رقم ضخم قادر يغيّر شكل الزراعة في مصر، ويوفر فرص عمل، ويزود الإنتاج الزراعي، ويقربنا خطوة كبيرة من تحقيق الأمن الغذائي.

المشروع كمان بيكمل مع خطة شاملة بتنفذها الدولة، زي التوسع في محطات تحلية المياه، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي بعد معالجتها، وتحديث نظم الري عشان نقلل الهدر.

كل ده بيحصل في وقت نصيب الفرد من المياه في مصر نزل تحت خط الفقر المائي العالمي، وده كان لازم يقابله تحرك سريع وحاسم.

النهر الصناعي هنا مش مجرد حل مؤقت، لكنه تغيير في طريقة التفكير، من الاعتماد الكامل على مصدر واحد، للاعتماد على منظومة متنوعة وذكية لإدارة المياه.

كمان المشروع بيساعد في خلق مجتمعات عمرانية وزراعية جديدة خارج الوادي الضيق، وده بيخفف التكدس السكاني ويفتح آفاق تنمية حقيقية في مناطق كانت مهملة سنين طويلة.

يعني في النهاية، النهر الصناعي العظيم هو رسالة واضحة: إن مصر مش واقفة تتفرج على التحديات، لكنها بتواجهها بالتخطيط، والعلم، والمشروعات العملاقة. 

مشروع بيرسخ فكرة إن المستقبل المائي والزراعي ممكن يتبني بإيدينا، وبعقولنا، مش بالانتظار.