الأحد 07 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

ترمب والصين يدفعان بوتين ومودي إلى تعزيز التقارب الاستراتيجي بين روسيا والهند

الأحد 07/ديسمبر/2025 - 08:33 ص
ترامب والرئيس الصيني
ترامب والرئيس الصيني

تشهد الساحة الدولية تحولات متسارعة تدفع موسكو ونيودلهي إلى تعميق شراكتهما الاستراتيجية، في ظل ضغوط الجغرافيا السياسية والتنافس الاقتصادي وتعقيدات الأمن الإقليمي. وتأتي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند –وهي الأولى منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022– كإشارة واضحة على رغبة الجانبين في تثبيت علاقتهما التقليدية رغم التوترات الدولية والعقوبات الغربية المتزايدة.

وخلال القمة التي جمعت بوتين برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حرص الطرفان على التأكيد أن العلاقات الروسية الهندية لا تزال ركيزة أساسية في التوازنات الآسيوية، رغم تراجع مشتريات نيودلهي من النفط الروسي بفعل الرسوم الجمركية التي ضاعفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى 50% على الواردات الهندية المرتبطة بروسيا.

رسائل بوتين وتحديات مودي

بالنسبة لموسكو، شكلت الزيارة فرصة لطرح صفقات الطاقة والدفاع وإظهار أن روسيا لا تزال تحتفظ بحلفاء مهمين رغم عزلتها عن الغرب. أما نيودلهي، فقد استغلت الزيارة لتأكيد استقلالية قرارها الخارجي، وللحفاظ على مصدر أساسي لتوريد الأسلحة في وقت تشهد فيه علاقاتها مع واشنطن حساسيات مرتبطة بالملف الروسي.

ورغم الضغوط الأميركية الأوروبية، تواصل الهند اتباع مقاربة “المخاطرة المحسوبة”، إذ توازن بين حاجتها إلى تحديث قوتها الدفاعية المعتمدة بشكل كبير على المعدات الروسية، ورغبتها في تعزيز علاقاتها التجارية والتكنولوجية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

الصين.. العامل الأهم في معادلة نيودلهي

يرى محللون أن العامل الصيني يظل محورياً في تفسير تمسك الهند بشراكتها مع روسيا. فموسكو، وإن كانت تعتمد اقتصاديًا على بكين أكثر من أي وقت مضى، إلا أنها تمثل شريكًا دفاعيًا يمكن أن يساهم في موازنة النفوذ الصيني، الذي تعتبره نيودلهي التهديد الأمني الأول لها.

لكن هذا الرهان ليس بلا مخاطر، إذ ازدادت حصة الصين من التجارة الروسية إلى أكثر من 36% عام 2024، ما يثير قلق الهند بشأن مدى قدرة موسكو على الحفاظ على استقلالية قرارها الاستراتيجي.

التعاون الدفاعي.. محور العلاقة التاريخية

تناولت المحادثات تعزيز التعاون الدفاعي، بما في ذلك حصول الهند على دفعات إضافية من منظومة الدفاع الجوي "إس-400"، ومناقشة التعاون المحتمل في إنتاج منظومة "إس-500"، بالإضافة إلى صيانة الأنظمة القديمة وتسريع جدول التسليم.

وتسعى روسيا إلى تسويق مقاتلات “سوخوي إس يو-57”، رغم أن نيودلهي لا تظهر استعجالاً في إبرام صفقة كبيرة جديدة، خصوصًا في ظل رغبتها في زيادة التصنيع المحلي وتوسيع شراكاتها الدفاعية مع الولايات المتحدة.

إلا أن الهند لا تزال تعتمد على السلاح الروسي بشكل عميق، إذ يشكل الجانب الأكبر من أسطولها الجوي، وتحتاج إلى قطع الغيار والدعم الفني الروسيين للحفاظ على جاهزية قواتها المسلحة.

التبادل التجاري.. من النفط إلى تنويع الواردات

ورغم القفزة الكبيرة التي حققتها التجارة الثنائية بعد 2022، فإنها بدأت تتراجع، خصوصًا مع خفض الهند مشترياتها من النفط الروسي بسبب العقوبات. وتركز نيودلهي حاليًا على توسيع صادراتها من الأدوية والمنسوجات والسلع الزراعية لتقليل العجز التجاري الكبير مع موسكو.

بلغت قيمة التجارة الثنائية 72.2 مليار دولار في عام 2024، لكن الاعتماد الهندي على النفط منخفض السعر كان المحرك الرئيسي لهذا الارتفاع.

ملف العمالة.. حاجة روسية ومخاوف هندية

شهدت روسيا تدفقًا غير مسبوق للعمال الهنود لتعويض النقص الحاد في العمالة نتيجة الحرب في أوكرانيا وتراجع السكان. فقد ارتفع عدد العمال الهنود إلى 17,700 في 2025، مع توقعات بزيادة الحصص إلى أكثر من 70 ألفًا سنويًا.

لكن نيودلهي تسعى لضمانات بعدم تجنيد العمال الهنود في الجيش الروسي بشكل غير مباشر—a ممارسة ظهرت تقارير عنها منذ عام 2023.

ومع استمرار الأزمة الأوكرانية، تسعى الهند إلى تحقيق توازن دقيق بين علاقاتها مع القوى الكبرى، بينما تحاول موسكو تثبيت موقعها عبر تعزيز روابطها مع الدول الصاعدة في الجنوب العالمي.