القطارات "المصرية الصنع" تكتسح شبكة المترو.. الخط السادس يعلن الاعتماد على المنتج المحلي
في وقت دول كتير لسه معتمدة على استيراد القطارات من بره، مصر قررت تفتح صفحة جديدة.. صفحة عنوانها "هنعتمد على نفسنا"، ومن هنا بدأت الحكاية اللي قلبت موازين صناعة النقل الكهربائي في المنطقة كلها، وخلت اسم مصر يظهر بين الدول اللي بتصنع وتطور قطاراتها بإيديها.. من أول مسمار لحد أحدث أنظمة الإشارات.
من كام سنة بس، محدش كان يتخيل إن مصر ممكن تبقى دولة مصنعة للقطارات، مش بس مستخدمة ليها، لكن اللي بيحصل دلوقتي على أرض الواقع بيقول إننا داخلين على مرحلة جديدة مختلفة تمامًا مرحلة فيها الاعتماد على المنتج المحلي بقى هو الأصل، والاستيراد بقى آخر الحلول.
التحول الكبير ده بدأ لما الدولة أعلنت إن الخط السادس لمترو القاهرة الكبرى هيكون أول خط يتم تنفيذه بالكامل بقطارات وأنظمة مصرية الصنع، وده مش كلام دعاية.. ده قرار رسمي قائم على سياسة جديدة اسمها "التصنيع قبل التوريد" يعني أي شركة عايزة تورد قطارات لمصر؟ لازم تصنعها جوه مصر، يا إما في مصانعها، يا إما في "نيرك" بشرق بورسعيد.
السياسة دي أنهت زمن طويل كنا بنستورد فيه كل حاجة جاهزة من بره، دلوقتي لأ اللي هيشتغل في مصر لازم يصنع في مصر، وده مش بس بيوفر مليارات، ده كمان بيبني قاعدة صناعية ضخمة هنقدر نصدر منها لدول أفريقيا والشرق الأوسط.
ومن هنا دخلت شركة "ألستوم" على الخط، الشركة العالمية اللي قررت تعمل أكبر مجمع صناعي للقطارات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفين؟ في برج العرب بالإسكندرية، مساحة شاسعة بتضم مصنعين كبار:
واحد مخصوص للأنظمة والإشارات والتحكم، والتاني لصناعة العربات نفسها من الهيكل لحد آخر مسمار كهربا.
والمفاجأة إن أول إنتاج للمجمع العملاق ده هو القطارات اللي هتخدم الخط السادس، ودي نقطة فاصلة، لأنها أول مرة مصر تصنع قطار مترو من الألف للياء، الهيكل، الجر الكهربائي، الإشارات، الدوائر الإلكترونية، الضفائر، كل حاجة.
ألستوم التزمت بنسبة تصنيع محلي 55% للقطارات، و35% للأنظمة.. ودي نسب لأول مرة تحصل في مشروع مترو مصري، وده يخلي الخط السادس مش مجرد خط جديد ده إعلان رسمي إن مصر دخلت عالم تصنيع المترو من أوسع أبوابه.
والخط السادس مش صغير.. ده مشروع ضخم ممتد من الخصوص لحد المعادي الجديدة بطول حوالي 38 كيلومتر، وهيتبادل الخدمة مع 4 شبكات نقل تانية، منها الخط الأول والتالت والرابع والمونوريل وشبكة القطار السريع، يعني مش بس صناعة ده كمان تطوير كامل في شكل شبكة النقل نفسها.
وبالتوازي، شغالة مصانع "نيرك" في شرق بورسعيد اللي هتتصنع فيها أنواع تانية من القطارات: ترام، LRT، قطارات إقليمية.. وكل ده تحت شعار واحد: "مصر تعتمد على مصانعها".
والنتيجة؟ إن مصر لأول مرة بتقفل باب استيراد القطارات الجاهزة، وتفتح باب كبير لفكرة التصدير.. وتحول نفسها تدريجيًا لمركز إقليمي لصناعة النقل الكهربائي.
والموضوع واضح إنه مجرد بداية.. لأن شركات تانية زي سيمنس وميتسوبيشي وهيونداي روتيم بدأت تبص للسوق المصري على إنه فرصة للتصنيع مش بس للتوريد.
يعني إحنا دلوقتي قدام لحظة مهمة في صناعة النقل في مصر، لحظة بتقول إن اللي جاي مش مجرد قطارات جديدة اللي جاي صناعة كاملة بتتولد على أرض مصر، وبداية طريق جديد: طريق "إحنا اللي بنعمله".
