ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المصرية اليوم الأربعاء مع ارتفاع أسعار الأونصة عالميًا
شهدت أسعار الذهب العالمي ارتفاعًا بعد أن لامست أعلى مستوى لها في ستة أسابيع خلال الجلسة السابقة، حيث أثر ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وعمليات جني الأرباح على الأسعار. يأتي هذا في وقت يترقب فيه المستثمرون البيانات الاقتصادية الأمريكية لتقييم مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على أسعار الفائدة المستقبلية، والتي تعتبر عاملًا رئيسيًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب عالميًا.
وعلى المستوى المحلي، سجلت أسعار الذهب في مصر اليوم مستويات مرتفعة، حيث بلغ عيار 24 نحو 6410 جنيهات، وعيار 21 نحو 5610 جنيهات، بينما سجل عيار 18 نحو 4808 جنيهات. وسجل الجنيه الذهب 44880 جنيهاً، مسجلاً تحركات تتماشى مع الارتفاع العالمي للمعادن النفيسة، مع تأثر الأسعار بتغيرات الدولار وأسواق المال الدولية.
وعالميًا، ارتفع الذهب ليصل إلى أعلى مستوى له منذ ستة أسابيع عند 4264 دولارًا للأونصة، قبل أن يشهد انخفاضًا طفيفًا بسبب عمليات البيع لجني الأرباح، مما أفقده قدرته على البقاء فوق المستوى النفسي المهم عند 4200 دولار للأونصة. ويرتبط أداء الذهب ارتباطًا مباشرًا بعوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات، والتي استقرت بالقرب من أعلى مستوى لها في أسبوعين، مما قلل من جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن عوائد مالية.
وعلى الرغم من هذه التذبذبات، لا تزال الصورة الأساسية داعمة للذهب، حيث تشير التوقعات إلى احتمالية حدوث تخفيضات مستقبلية في أسعار الفائدة الأمريكية، وهو عامل يدعم المعدن النفيس على المدى المتوسط. وقد ساهمت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأضعف من المتوقع في تعزيز آفاق الطلب على الذهب كملاذ آمن، وسط حالة من الحذر بين المستثمرين الذين يتجنبون الدخول في صفقات كبيرة قبل صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE)، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي والذي من المتوقع صدوره يوم الجمعة.
ويتابع المستثمرون تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وأعضاء البنك حول التوجهات النقدية، حيث من غير المتوقع إعلان سياسات توسعية جديدة في الوقت الحالي، وهو ما يحد من تقلبات الذهب قصيرة المدى. ويعكس هذا المزيج من العوامل حالة من الحذر في الأسواق، مع توازن بين الضغوط البيعية وجاذبية المعدن كأصل آمن في ظل استمرار المخاطر الاقتصادية العالمية.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن الذهب يظل ملاذًا استراتيجيًا للمستثمرين في فترات عدم اليقين، خاصة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وتأثيرات التضخم العالمي، مما يجعل التحركات اليومية للذهب محط متابعة دقيقة للمتعاملين في السوق المصري والعالمي على حد سواء.
