هل تواصل البورصة أداءها الجيد بتسجيل قمم جديدة قبل نهاية العام الجاري؟
تتجه التوقعات داخل مجتمع المستثمرين إلى أن البورصة المصرية قد تكون مقبلة على موجة صعود جديدة خلال هذا الشهر، في ظل تحسّن شهية المخاطرة وهدوء الضغوط البيعية التي سيطرت على تعاملات الشهر الماضي بسبب المراجعات العالمية.
ويعتقد محللون أن السوق بات قريبًا من تكوين قاع ارتدادي، ما يفتح الباب أمام تحرّك قوي نحو مقاومات جديدة قد تدفع المؤشرات إلى مستويات قياسية قبل نهاية العام.
ويشير خبراء السوق إلى أن مؤشرات البورصة اقتربت من مناطق دعم محورية، بالتزامن مع بدء عمليات تجميع ملحوظة من المؤسسات المحلية والأجنبية، وذلك عقب انتهاء تأثيرات “غربلة” المحافظ الاستثمارية الناتجة عن مراجعات MSCI، والتي كانت العامل الرئيسي وراء التذبذبات العنيفة التي شهدها السوق خلال الأيام الأخيرة.

مستهدفات صعود محتملة لمؤشرات السوق
يرجّح محللون أن يتجه مؤشر EGX30 لمحاولة العودة أعلى مستوى 40 ألف نقطة مع بداية شهر تداول جديد، خاصة في ظل تحسن واضح في تداولات المؤسسات واستمرار الاهتمام بالأسهم القيادية.
كما قد يستعيد مؤشر EGX70 نشاطه بدعم من الزخم في الأسهم الصغيرة والمتوسطة وصفقات الاستحواذ، ليستهدف مقاومات بين 12300 و12400 نقطة خلال الجلسات المقبلة.
تقلبات قوية الأسبوع الماضي بسبب مراجعات MSCI
قالت حنان رمسيس، محلل أسواق المال، إن تعاملات الشهر الماضي شهدت عمليات ضغط بيعي حادة، دفعت مؤشر EGX30 للتراجع نحو 39,500 نقطة، بينما تحرك مؤشر EGX70 في نطاق محدود بين 12,000 و12,150 نقطة، بفعل مبيعات مكثفة من المؤسسات العربية والأجنبية المتأثرة بعمليات المراجعة العالمية.
وأوضحت أن تلك الضغوط ارتبطت بإعادة هيكلة المحافظ وارتفاع نسب المارجن لدى المتعاملين، ما تسبب في موجة بيع واسعة قرب مناطق الدعم.
وأضافت أن المؤشر الرئيسي كان قد نجح سابقًا في ملامسة مستوى 41,300 نقطة، وكان مرشحًا لمعاودة الصعود، إلا أن مراجعات MSCI أعادت زخم الضغوط ودفعته للهبوط مرة أخرى إلى منطقة 39,500 نقطة.
سيناريوهات متوقعة.. هل تخترق البورصة قمم جديدة؟
ترى رمسيس أنه مع بداية هذا الشهر، قد تشهد محاولة جدية من EGX30 لاختراق مستوى 40,000 نقطة، ثم التدرج نحو 40,500 نقطة، على أن يمهّد الثبات أعلى هذا المستوى لاستهداف 41,300 نقطة مجددًا.
وبحسب رمسيس، تستند هذه الرؤية إلى عدة عوامل، أبرزها الأخبار الإيجابية المرتقبة، وإعادة هيكلة المحافظ الاستثمارية، وصفقات الاستحواذ، ونتائج أعمال الشركات القيادية.
وأشارت إلى أن المؤسسات المحلية بدأت بالفعل في تنفيذ عمليات تجميع شرائية خلال جلسة اليوم، وهو ما قد يستمر بقوة الأسبوع المقبل، خاصة في ظل انحسار الضغوط البيعية وتحسن السيولة.
EGX70 أمام محطات مقاومة جديدة
وفيما يتعلق بمؤشر EGX70، توقعت رمسيس أن يعود المؤشر إلى التحرك الصعودي باتجاه مستوى 12,300 نقطة باعتبارها مقاومة رئيسية، وفي حال النجاح في تجاوزها قد يتجه نحو 12,550 ثم 12,750 نقطة وصولًا إلى 13,000 نقطة، بدعم من نشاط الأسهم الصغيرة المتوسطة وعودة التداولات القوية إلى السوق.
قطاعات مرشحة للانتعاش
ولفتت إلى أن قطاعات التشييد والبناء والعقارات تعرضت لضغوط واضحة خلال الأسبوع الماضي نتيجة تبادل المراكز بين الأسهم، لكن استمرارها عند مناطق دعم مهمة يجعلها مرشحة لعودة النشاط خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل الأخبار المتعلقة بصفقات الاستحواذ ونتائج الأعمال القوية لعدد من الشركات القيادية.
وبحسب محللي السوق، فإن الأسبوع المقبل سيكون محكًا مهمًا لتحديد اتجاه البورصة قبل نهاية 2025، إذ قد تشهد المؤشرات بداية موجة صعود جديدة حال استمرار الزخم الشرائي وتجاوز مستويات المقاومة الرئيسية.
