بفعل فاعل؟ من يقف وراء "الصفيح النفطي الساخن"؟ تحليل يكشف كيف أشعلت قرارات أوبك+ والتوترات السياسية الفاتورة
في عالم كله توتر وصراعات وبحر اقتصاد بيغرق ويطفو كل يوم، سعر برميل النفط بقى زي كرة نار بتتدحرج، محدش عارف هتقف فين ولا هتولع في مين، وفي الوقت اللي الناس كانت فاكرة إن الأسعار هتفضل نازلة، فجأة السوق قلب، والبرميل طلع تاني لفوق.. بس المرة دي مش بسبب المعروض ولا الطلب، لكن بسبب لعبة أكبر بكتير، لعبة سياسية واقتصادية وعسكرية شغالة في كل الاتجاهات
تعالوا نفهم مع بعض: مين فعلاً بيحرك نار "الصفيح النفطي الساخن"؟ وإزاي قرارات أوبك+، وضربة بطائرة مسيرة، وكلمة سياسية اتقالت في لحظة انفعال قلبوا الفاتورة؟
أسعار النفط رجعت تعلى من تاني بعد أربع شهور كاملة من الهبوط أطول موجة نزول يشوفها السوق من سنة 2023، الارتفاع المرة دي ليه معنى أكبر من مجرد رقم في شاشة، لأنه بيقول إن السوق كان متكتف ومستني شرارة بس.. والشرارة دي بدأت من أوبك+
التحالف بصراحة لعبها بهدوء محسوب، وقرر يمشي بسياسة "حذر ومرونة" يعني لو لقوا السوق محتاج شد، يشدوا ولو محتاج يفكوا، يفكوا، بس القرار اللي قلب الكفة فعلاً كان تثبيت الإنتاج، خطوة بسيطة على الورق، لكن في السوق كانت كأنها رسالة: مفيش تخمة معروض ومفيش انهيار قريب.
وهنا المستثمرين اتنفسوا، والخوف اللي كان مسيطر بدأ يخف، وده اللي خلى الأسعار تعلى حتى قبل ما البراميل تتحرك من مكانها، يعني التأثير النفسي كان أقوى من التأثير الفعلي.. لكن الدنيا مكملتش على خير، وجت ضربة جديدة للسوق ضربة مش من قرار ولا اجتماع، لكن من طيارة مسيرة.

خط أنابيب بحر قزوين واحد من أهم مسارات النفط في العالم. اتضرب على الساحل الروسي، الخط ده لوحده بينقل أكتر من 1% من استهلاك العالم، ولما يقف السوق كله بيقف يتفرج ويقلق.. الهجوم اتنسب لأوكرانيا، ومعاه اتعلقت حركة التصدير، وبدأ شبح "نقص الإمدادات" يلمع من بعيد.
ولسه العالم بيهضم الضربة دي، طلعت أزمة جديدة من ناحية تانية من أمريكا وفنزويلا.
تصريح من ترامب إن المجال الجوي حوالين فنزويلا "مغلق! جملة واحدة بس خلت العالم كله يسأل.. هو في إيه؟ هل فيه تصعيد؟ هل الإنتاج الفنزويلي مهدد؟
وبالرغم إنه رجع قال متفسروش كلامي زيادة، لكن السوق مصدقش اوي، لأن أي كلمة تخص فنزويلا البي هي واحدة من كبار منتجي أمريكا الجنوبية، بتأثر فورًا على التوقعات.
ومش بس كده، الأجواء في أوروبا كمان ولعت.. الناس كانت فاكرة إن ممكن قريب يحصل اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا بس الآمال دي طارت.
أوكرانيا أعلنت إنها ضربت مصفاة روسية ومصنع طيران في روستوف، وده معناه إن منشآت الطاقة لسه هدف مباشر في الحرب، وبالتالي أي أمل في زيادة معروض روسي قريب.. اتبخر.
وهنا تظهر الصورة كاملة:
السوق مش بيمشي بالبراميل بس، بيمشي بالساسة، وبالطائرات المسيرة، وبالتصريحات العشوائية، وبقرارات التحالفات
برميل النفط بقى أداة سياسية أكتر منه منتج اقتصادي.
يعني من الاخر أسعار النفط دلوقتي ماشية في طريق مليان ألغام.. أي خطوة سياسية أو ضربة عسكرية ممكن تزق البرميل فوق أو تحت.. وفي عالم كله توتر، استقرار الأسعار بقى مجرد هدنة.. مش نهاية للحرب.

