هل تقضي على العشوائية؟.. كل ما تريد معرفته عن السيارة "كيوت" بديل التوك توك في مصر
في خطوة تعيد رسم مشهد النقل الخفيف داخل الشوارع المصرية، يبرز اعتماد السيارة الهندية «كيوت» كأول مركبة رسمية بديلة للتوك توك، بعد حصولها على الترخيص الكامل وإدراجها ضمن فئة المركبات رباعية العجلات الخفيفة، فالقرار يمثل بداية مرحلة جديدة تستهدف تنظيم الحركة في الطرق الداخلية وتحسين مستوى الأمان، بعدما تحول التوك توك خلال السنوات الماضية إلى أحد أبرز مصادر الفوضى المرورية في عدد كبير من المدن والقرى.
السيارة «كيوت».. بداية جديدة لنقل متحضر
وجاء اعتماد السيارة «كيوت» ليضع إطارًا قانونيًا واضحًا لوسيلة نقل صغيرة الحجم وقليلة التكلفة، لكنها تمتلك مواصفات تجعلها أكثر أمانًا واستقرارًا من التوك توك التقليدي، خاصة مع تصميمها الرباعي للعجلات وقدرتها على السير بسرعات مناسبة للطرق الداخلية.
ويؤدي هذا التحول إلى فتح الباب أمام إحلال تدريجي يحد من المركبات غير المرخصة، ويمنح السائقين والمواطنين وسيلة معتمدة تلائم الاستخدام اليومي دون المشكلات المعتادة المرتبطة بالتوك توك.
مواصفات السيارة «كيوت»
وتضم «كيوت» مواصفات عملية تتناسب مع طبيعة التنقل داخل المدن، إذ تستوعب أربعة أشخاص وتعمل بالبنزين أو الغاز الطبيعي، فيما تبلغ سرعتها القصوى 70 كيلومترًا في الساعة.
كما تتميز باستهلاك اقتصادي لا يتجاوز 2.8 لتر لكل 100 كيلومتر، وهو ما يجعلها خيارًا منخفض التكلفة مقارنة بوسائل النقل الصغيرة الأخرى، ويطرح هذا النموذج في السوق بسعر يبلغ نحو 200 ألف جنيه، ما يعزز وضعها كوسيلة انتقال اقتصادية وموفرة للطاقة.
هل السيارة كيوت صناعة مصرية؟
وتحمل السيارة صفة المنتج الوطني جزئيًا، حيث تجمع داخل مصنع 999 الحربي بالشراكة مع شركتي إيتامكو الهندية وغبور أوتو المصرية، في إطار تعاون يمتد ليشمل خططًا مستقبلية لإنتاج نسخ كهربائية صديقة للبيئة.
وهذا التوجه يتماشى مع توجه مصر نحو توسيع قاعدة النقل المستدام خلال السنوات المقبلة، وهذا يفتح المجال أمام تطوير صناعة محلية لوسائل النقل الخفيفة، ويعزز من قدرات السوق على توفير بدائل آمنة وحديثة.
دخل سائقي التوك توك يتجاوز 10 مليارات جنيه
ويشير خبراء إلى أن التوك توك يمثل أحد مظاهر الاقتصاد الموازي في مصر، إذ يضم أكثر من 3 ملايين سائق يحققون دخلًا إجماليًا يتجاوز 10 مليارات جنيه سنويًا.
لكن غياب الترخيص الرسمي في عدد كبير من هذه المركبات يؤدي إلى فقدان أكثر من مليار جنيه شهريًا من موارد الدولة، وهو ما يمكن لمعالجة مثل «كيوت» المرخصة أن يساعد في الحد منه عبر إدخال هذه المنظومة إلى الإطار القانوني.
وبالتوازي مع القرار، بدأت عدة محافظات في مصر تطبيق تجارب عملية للسيارة «كيوت» كبديل للتوك توك داخل الشوارع الجانبية والطرق الداخلية، بهدف رفع جودة خدمات النقل وتوفير وسيلة أكثر أمانًا وانتظاما.
ومع توسع التجربة واعتماد آليات تنظيم واضحة، يبدو أن مشهد النقل الخفيف في مصر مقبل على مرحلة جديدة تتخلص تدريجيًا من الفوضى التي ارتبطت بالتوك توك لصالح وسيلة حديثة تتوافق مع احتياجات المواطنين ومتطلبات التطوير العمراني.
