ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية يضغط على أسعار الذهب في الأسواق الآسيوية
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في أسواق آسيا اليوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وهو ما قلل من جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب. وأظهرت بيانات التداول المبكرة أن المستثمرين اتسموا بالحذر قبيل صدور سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الأمريكية الهامة، بالإضافة إلى انتظار قرار السياسة النقدية المرتقب من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وتراجع الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى مستوى 4216 دولارًا للأوقية، فيما هبطت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.7% إلى 4246 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل المعدن الأصفر أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر خلال جلسة الاثنين. ويعزو المحللون هذا التراجع إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام، ما جعل الأصول التي لا تمنح عوائد أقل جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عائد أعلى.
وقال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في شركة "كي سي إم تريد"، إن الذهب "يشهد أداءً ضعيفًا في الوقت الحالي، إلا أن الصورة الأساسية لم تتغير"، مشيرًا إلى التوقعات المستمرة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في المستقبل، وهو ما يمثل دعمًا للذهب على المدى المتوسط من زاوية العائد.
وأضاف أن الأسواق تتسم بالحذر، في ظل تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي لم يتبنى لهجة تميل إلى التيسير النقدي كما فعل بعض أعضاء المجلس، وهو ما جعل المستثمرين يراقبون عن كثب المؤشرات الاقتصادية القادمة، ومنها مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، المقياس المفضل للتضخم لدى الفيدرالي، المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل.
ويترقب المستثمرون أيضًا تقرير وظائف القطاع الخاص لشهر نوفمبر، الصادر عن مؤسسة "إيه دي بي"، والذي قد يلقي الضوء على اتجاهات سوق العمل والتوظيف في الولايات المتحدة، إلى جانب بيانات التضخم التي يمكن أن تحدد مسار السياسة النقدية للفيدرالي.
وتأتي هذه التراجعات في الذهب ضمن تحركات أوسع للأسواق المالية التي تعكس حالة من الحذر وعدم اليقين حيال الأوضاع الاقتصادية العالمية، خاصة مع التوقعات المتزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، وهو ما يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم محافظهم الاستثمارية والاحتفاظ بالسيولة لمواجهة أي تقلبات مستقبلية.
