مشروع العمر مع باكستان.. استغلال أمثل لمكانة وقيمة قناة السويس
إيه اللي بيحصل بين مصر وباكستان؟ وليه فجأة سمعنا عن تحركات قوية لربط قناة السويس بميناء جوادر؟ وهل التعاون ده ممكن يغيّر موازين التجارة في المنطقة؟ ولو الربط ده اتنفّذ.. هل هنشوف ممر تجاري جديد ينافس ممرات عالمية مهمة؟ وإيه المكاسب اللي ممكن ترجع على مصر وعلى باكستان؟ وعلى حركة التجارة نفسها؟
القصة بدأت من زيارة رسمية لوزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي لإسلام آباد، وهناك عقد اجتماع مهم مع إسحاق دار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني.
الاجتماع ده ماكانش مجرد بروتوكول.. مصر أكدت من خلاله انها عايزة تفتح باب تعاون تجاري حقيقي وتسهّل الربط بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وميناء جوادر الباكستاني والمفاجأة إن في كلام عن توطين صناعات ذات قيمة مضافة جوه المنطقة الاقتصادية نفسها.
طب إيه أهمية الربط ده؟
لما تبص للخريطة هتفهم إنه مش مجرد تعاون عادي خالص.. قناة السويس هي الممر الملاحي الأهم في العالم.. وميناء جوادر هو أحد أهم موانئ باكستان على سواحل المحيط الهندي وكمان جزء رئيسي من مشروع الممر الاقتصادي الصيني–الباكستاني.. يعني باختصار.. ربط الاتنين مع بعض يفتح باب لدخول منتجات آسيوية لأفريقيا وأوروبا من أقصر طريق.. والعكس.

مصر من ناحيتها بتشوف إن التعاون ده فرصة ذهبية.. الوزير عبد العاطي شدد إن مصر مقدّرة العلاقة التاريخية مع باكستان وإن السنين اللي فاتت شهدت تطور كبير في التعاون بين البلدين.
كمان مصر عايزة تفعّل اجتماعات اللجنة المشتركة في أسرع وقت، وتطلع بنتائج ملموسة مش مجرد تصريحات. وده معناه إن في إرادة سياسية قوية تتحرك للتنفيذ.
وفي ملف الاقتصاد.. كان في كلام مهم جدًا.. الوزير أشار للإصلاحات اللي مصر عملتها الفترة اللي فاتت زي سياسة نقدية أكثر انضباطًا، سعر صرف مرن، تصنيف ائتماني اتحسن، ومناخ استثمار بقى جاذب أكتر.. وكله بيقول إن مصر جاهزة تستقبل صناعات مشتركة.. وميناء جوادر ممكن يكون البوابة اللي تربط المصانع دي بالأسواق الآسيوية.
وخلال اللقاء، ظهر اتجاه جديد.. توقيع خطة عمل مشتركة بين هيئة الاستثمار المصرية ومجلس الاستثمار الباكستاني.
و الهدف هو تقريب مجتمع الأعمال في البلدين وفتح مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الطرفين..و الوزير كمان أكد على أهمية إعادة تفعيل مجلس الأعمال المشترك، والمجلس التجاري بين الغرفتين، وده في لغة الاقتصاد معناه “تجهيز الأرضية لمرحلة استثمار حقيقية”.
نيجي بقى للسؤال اللي يهم حركة التجارة عالميًا.. التعاون ده هيأثر إزاي؟
لو الربط بين قناة السويس وجوادر اتفعل بشكل حقيقي هنشوف ممر تجاري أسرع وأأمن لنقل البضائع بين شرق آسيا وأوروبا.. ده هيقلل التكلفة.. ويقلل الوقت.. ويشجع الشركات العالمية إنها تستخدم الخط ده بدل طرق أطول وأغلى.. كمان وجود صناعات مشتركة في المنطقة الاقتصادية يخلق قيمة مضافة مش مجرد عبور سفن.
بالنسبة لباكستان.. ده معناه إنها تفتح باب لوجستي مباشر لأوروبا وأفريقيا من خلال القناة.. وبالنسبة لمصر.. ده معناه مستثمرين..صناعات جديدة.. تشغيل أكبر للمنطقة الاقتصادية.. وزيادة في حركة التجارة اللي تمر عبر قناة السويس وده كله بيدعم العملة ويزود موارد الدولة.
فإحنا قدام تعاون لو اتنفّذ صح هيعمل نقلة في التجارة بين مصر وباكستان وهيعيد تشكيل مشهد لوجستي مهم في المنطقة.
