توقعات مؤشرات البورصة حتى نهاية العام.. إلى أين يتجه أداء الأسهم؟
تترقب البورصة المصرية خلال الفترة المتبقية من العام سلسلة من التحركات التي يصفها محللو أسواق المال بالإيجابية، وذلك في ظل إشارات قوية على استمرار الاتجاه الصاعد للمؤشرات الرئيسية، رغم عمليات جني الأرباح التي طالت عددًا من الأسهم القيادية خلال الأيام الماضية.
وفي هذا السياق، يؤكد خبراء وأسواق المال المتعاملين في السوق المصري ، أن البورصة لا تزال تمتلك مقومات قوية للدعم والنمو، مدفوعة بتحسن بيئة الاستثمار وعودة شهيّة المستثمرين المحليين والأجانب التداول والشراء من جديد.
اتجاه صاعد مستمر حتى 2026.. بلا تصحيحات عنيفة
أكد الخبير الاقتصادي باسم أبو غنيمة أن البورصة المصرية ما زالت تتحرك داخل مسار صاعد واضح، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع حدوث موجات تصحيح قوية قبل النصف الثاني من 2026.
وأوضح أبو غنيمة في تصريحات له، أن قرار البنك المركزي الأخير بتثبيت أسعار الفائدة كان داعمًا للسوق، رغم التراجع النسبي الذي شهدته بعض الأسهم القيادية، مؤكدًا أن تأثير القرار يميل إلى الإيجابية على المدى المتوسط.

إصلاحات اقتصادية تجذب المستثمرين.. وصفقات استحواذ تعزز الثقة
ولفت أبو غنيمة إلى أن البورصة أصبحت أكثر جاذبية عقب الخطوات الاقتصادية التي تم تطبيقها مؤخرًا، وعلى رأسها تحرير سعر الصرف، ما أدى إلى انخفاض نسبي في تقييم الأصول المقوّمة بالدولار، فهذه التطورات – بحسب رؤية أبو غنيمة – شجعت مستثمرين خليجيين وأجانب على تنفيذ صفقات استحواذ كبرى خلال الأسابيع الأخيرة، ما يعكس ثقة متزايدة في مستقبل الاقتصاد المصري وقدرته على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية.
وأكد أن السوق تمر حاليًا بإحدى أقوى موجات الصعود في تاريخها الحديث، مدفوعة بدخول مؤسسات استثمارية قوية وتنفيذ صفقات ضخمة، مما يعزز توقعات استمرار الأداء الإيجابي للبورصة حتى نهاية العام وما بعده.
المؤشر الرئيسي للبورصو يستهدف 41 ألف نقطة
وفي سياق متصل، توقع حسام عيد، عضو مجلس إدارة شركة كابيتال فايننشال القابضة للاستثمارات المالية، أن يواصل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية صعوده التدريجي خلال الفترة المقبلة، مستهدفًا اختبار مستوى 41 ألف نقطة باعتباره مقاومة محورية في حال استمرار نشاط الأسهم القيادية.
وأشار عيد في تصريحاته لـ «بانكير» إلى أن عودة المؤسسات – خصوصًا المصرية والعربية – للشراء مرة أخرى ساهمت في تعزيز حالة التفاؤل بالسوق، خاصة مع تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي واستقرار السيولة داخل السوق.
زخم متصاعد على أسهم الأفراد.. وEGX70 يستعيد نشاطه
ويرى عيد أن المستثمرين الأفراد سيواصلون نشاطهم الشرائي خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما يمهّد لعودة مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 نحو اختبار مستوى 12400 نقطة كمقاومة رئيسية، لا سيما في ظل تحسن أحجام التداول وزيادة الطلب على الأسهم ذات الطبيعة المضاربية والنمو السريع.

صورة عامة إيجابية.. ومراقبة حذرة لعوامل الخارج
ورغم هذه التوقعات المتفائلة، يشدد المحللون على أهمية مراقبة تطورات الأسواق العالمية، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها البورصات الدولية، حيث أن معظم المؤشرات المحلية ترجّح أن البورصة المصرية تمتلك الأرضية المناسبة لتحقيق أداء إيجابي حتى نهاية العام، مدفوعة باستمرار الإصلاحات الاقتصادية وارتفاع شهية الاستثمار المحلي والأجنبي.
