كيف يؤثر قرار البنك المركزي بتثبيت الفائدة في أسعار الذهب؟
قرر البنك المركزي المصري تثبيت أسعار الفائدة في اجتماع 20 نوفمبر كما كانت تتوقع غالبية التقديرات، وذلك بعدما شهد العام الحالي سلسلة من التخفيضات بلغت 625 نقطة أساس ليعيد هذا القرار ترتيب خريطة توقعات أسعار الذهب في السوق المحلي، خصوصًا في ظل تغيّر طبيعة العلاقة بين الفائدة والذهب، وتراجع تأثير الفائدة مقارنة بعوامل أخرى أكثر حساسية مثل سعر الدولار واتجاهات السوق العالمي.
فيما يلي نستعرض كيف يؤثر قرار البنك المركزي بتثبيت الفائدة في أسعار الذهب؟
ماذا يعني تثبيت الفائدة لسوق الذهب؟
تتأثر أسعار الذهب بعدة قرارات اقتصادية ومع تثبيت أسعار الفائدة يتسائل البعض هل يعني ذلك ارتفاع أسعار الذهب مستقبلا؟ في السابق كان تثبيت الفائدة يدفع المواطنين نحو البنوك للاستفادة من العائد المرتفع، ما يقلل الطلب على الذهب لكن خلال الفترة الحالية، اختلف المشهد تمامًا حيث أصبحت شهادات الادخار لم تعد تقدم عوائد قياسية كما قبل وكذلك البنوك أصبحت أقل جذبًا للمودعين مقارنة بفترات التضخم المرتفع بجانب أن السوق اعتاد بالفعل على مستويات الفائدة الحالية بعد سلسلة الخفض، لذلك فإن تثبيت الفائدة اليوم لن يكون له تأثير كبير على الطلب على الذهب في مصر.
فيما يعتبر التحليل الأهم لأسعار الذهب محليًا يأتي من حركة الدولار وليس من الفائدة لأن الذهب في مصر أصبح مرتبطًا بسعر الدولار في السوق المحلي بشكل مباشر، ولذلك يظل السؤال هل سيستقر الدولار خلال الفترة المقبلة أم يشهد تقلبات؟
عوامل دعم الاستقرار النسبي للدولار:
تحويلات المصريين بالخارج: 36.5 مليار دولار
إيرادات السياحة 2024/2025: 50.3 مليار دولار
إيرادات قناة السويس: 3.6 مليار دولار
الدين الخارجي عند 155 مليار دولار
قرض جديد حصلت عليه مصر بـ 4 مليارات دولار
اتفاقيات واستثمارات أوروبية بـ 7 مليارات دولار
لذا تعد هذه التدفقات تدعم رؤية بأن سعر الدولار قد يتحرك بين ارتفاعات وانخفاضات طفيفة، دون قفزات كبيرة، وهو ما سيؤثر مباشرة في حركة الذهب محليًا لكن هناك عوامل عالمية قد تؤثر على الدولار وكذلك أسعار الذهب أبرزها: 1- احتمالية الإغلاق الحكومي الأمريكي
أي توتر سياسي أو مالي في الولايات المتحدة يرفع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
2- قرار الصين الخاص بخفض الرسوم الجمركية على الذهب إلى 6%
جاء هذا القرار بعد أن اشترت الصين والبنك المركزي الصيني نحو 500 طن من الذهب منذ بداية العام.
ورغم احتمالات حدوث تصحيح قد يهبط بالذهب إلى حدود 3000 دولار للأوقية، فإن الاتجاه العام يظل صاعدًا بقوة على المدى المتوسط بفعل الطلب الضخم بقيادة الصين.
مستقل الذهب في مصر بعد تثبيت الفائدة
مع اتخاذ البنك المركزي قراره بتثبيت الفائدة اليوم، فلن يتغير الطلب المحلي على الذهب بسبب تثبيت الفائدة كذلك سعر الدولار سيظل العنصر الحاسم في ارتفاع أو انخفاض الذهب وأخيراً السوق العالمي يبقى عامل الضغط الأكبر، ويميل إلى الصعود بعد أي تصحيح.
