الذهب يتراجع مع تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية وارتفاع شهية المخاطرة
شهدت أسواق الذهب العالمية اليوم الخميس، تراجعًا ملحوظًا في الأسعار خلال التعاملات الآسيوية، بعد موجة مكاسب قوية سجلها المعدن النفيس على مدار اليومين الماضيين، في ظل استمرار حالة الترقب بين المستثمرين بشأن سياسة الفائدة الأمريكية وخطط البنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقالت تقارير اقتصادية من واشنطن إن تراجع أسعار الذهب جاء نتيجة انخفاض توقعات المستثمرين بشأن قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المزمع عقده خلال ديسمبر المقبل، الأمر الذي دفع العديد من المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية، وتحويل جزء من محافظهم نحو الأصول عالية العائد مثل الأسهم والسندات، بدلاً من الاعتماد على الذهب كأداة تحوطية ضد المخاطر الاقتصادية.
ويشير المحللون الاقتصاديون إلى أن الذهب يتأثر بشكل مباشر بتغيرات السياسات النقدية الأمريكية، حيث يميل المستثمرون إلى شراء المعدن النفيس في ظل توقعات خفض الفائدة بسبب انخفاض العائد على الأصول المالية التقليدية، بينما يؤدي اتجاه الفيدرالي إلى تثبيت الفائدة أو رفعها إلى تراجع الطلب على الذهب، ما ينعكس سلبًا على أسعاره.
وعلى الرغم من التراجع الحالي، يظل الذهب محافظًا على مستويات سعرية مرتفعة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مدعومًا بعدة عوامل أبرزها التوترات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، والتي تحفز المستثمرين على اللجوء إلى الملاذات الآمنة. ويواصل المستثمرون متابعة البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة، خاصة بيانات الوظائف ونسبة البطالة، التي تعتبر مؤشرًا رئيسيًا على مسار السياسة النقدية ومستوى التضخم، مما يجعلها عاملًا مؤثرًا على أسعار الذهب في المستقبل القريب.
وأضاف الخبراء أن استمرار حالة الضبابية حول موقف الفيدرالي الأمريكي وارتفاع معدلات التضخم قد يعيد الزخم الإيجابي للذهب خلال الأسابيع المقبلة، بينما أي إشارات واضحة من البنك المركزي الأمريكي بعدم خفض الفائدة ستؤدي إلى مزيد من الضغوط البيعية على المعدن النفيس، ما قد يدفع الأسعار إلى مستويات أقل على المدى القصير.
وأشار المحللون إلى أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته كأصل آمن ومخزن للقيمة في ظل تقلبات الأسواق المالية، ويستمر في جذب المستثمرين الباحثين عن حماية رؤوس أموالهم من المخاطر الاقتصادية، بينما تتحرك الأسواق الأخرى مثل الأسهم والعملات الرقمية بوتيرة متقلبة، ما يزيد من الأهمية الاستراتيجية للذهب في المحفظة الاستثمارية.
يذكر أن الذهب يُعتبر أحد أهم المعادن الثمينة وأكثرها تداولًا عالميًا، ويستخدم على نطاق واسع كأداة للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق، بالإضافة إلى دوره في دعم استقرار المحافظ الاستثمارية المتنوعة، بما يعكس أهميته الاستراتيجية للمستثمرين الأفراد والمؤسسات المالية الكبرى.
- الذهب
- اسعار الذهب
- الفائدة الأمريكية
- البنك الاحتياطي الفيدرالي
- الأسواق الآسيوية
- توقعات خفض الفائدة
- شهية المخاطرة
- الملاذات الآمنة
- التضخم
- البيانات الاقتصادية الأمريكية
- سوق المعادن النفيسة
- الاستثمار في الذهب
- أسعار المعدن الأصفر
- السياسة النقدية
- الأصول المالية
- التحوط المالي
- الأسواق العالمية
- تقلبات الأسعار
