إيه حكاية الصكوك السيادية اللي بيطرحها البنك المركزي؟
هو إيه حكاية الصكوك السيادية المحلية اللى بيطرحها البنك المركزي؟ وبيتم استخدام عوايدها فى ايه؟ وايه الفرق بينها وبين الصكوك بالدولار؟ وهو يعني إيه أصلاً صكوك سيادية؟ وإيه الفرق بينها وبين السندات؟ وليه البنك المركزي بيطرحها بالجنيه المصري مش بالدولار زي المرات التانية؟
الصكوك السيادية دي أداة تمويل حديثة نوعًا ما في السوق المصري وبتعتبر وسيلة الحكومة لجذب سيولة من جوه السوق المحلي لكن بشكل مختلف شوية عن السندات وأذون الخزانة اللي إحنا متعودين عليها.
الفكرة إنها بتدي للمستثمر سواء بنك أو شركة أو حتى فرد فرصة يشارك في “ملكية أصل أو مشروع” تابع للدولة، مقابل عائد محدد، وده بيخليها متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية لأنها مش قائمة على الفايدة أو الفائدة الثابتة.
يعني مثلاً لو الدولة طرحت صكوك علشان تموّل تطوير مجمع حكومي اللي يشتري الصكوك دي بيبقى شريك في المشروع بنسبة معينة من قيمته وياخد عائد بناء على الأرباح اللي بتحققها الأصول دي.
البنك المركزي بالنيابة عن وزارة المالية بدأ مؤخرًا يطرح صكوك سيادية محلية بالجنيه المصري وده جزء من خطة الدولة لتنويع أدوات التمويل وخفض التكلفة بدل الاعتماد الكامل على الاقتراض التقليدي.

وفي الطرح الأخير وزارة المالية أعلنت عن أول إصدار من الصكوك السيادية للسوق المحلي بقيمة 3 مليارات جنيه بأجل 3 سنين ضمن نظام “المتعاملين الرئيسيين” اللي بيتيح للبنوك والمؤسسات المالية الكبيرة المشاركة.
طب ليه الطرح ده مهم؟
لأنه بيساعد الدولة تموّل مشاريعها الكبيرة من مصادر داخلية وده بيقلل الضغط على الاحتياطي النقدي الأجنبي وفي نفس الوقت بيفتح الباب لشريحة جديدة من المستثمرين اللي بيبحثوا عن أدوات مالية متوافقة مع الشريعة.
وعوائد الصكوك دي بيتم توجيهها غالبًا لمشروعات استثمارية في البنية التحتية أو تطوير المرافق أو سداد التزامات حكومية مرتبطة بمشروعات محددة مش لمصاريف جارية زي المرتبات أو الدعم مثلًا.. يعني الفلوس بتروح في اتجاه إنتاجي بيساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، مش مجرد سد عجز في الموازنة.
لكن السؤال إيه الفرق بين الصكوك المحلية والصكوك الدولارية اللي سمعنا عنها قبل كده؟
الفرق الأساسي هو العملة والمصدر اللي بيشتري.. الصكوك المحلية بتُطرح بالجنيه المصري وبتستهدف السوق المحلي، يعني المستثمرين المصريين أو البنوك العاملة في مصر، والعائد بيتدفع بالجنيه.. أما الصكوك الدولارية فبتُطرح للمستثمرين الأجانب أو في الأسواق العالمية، وبتكون قيمتها وعائدها بالدولار الأمريكي، وده بيخليها وسيلة لجذب عملة صعبة من الخارج.
كمان الصكوك الدولارية بتتعامل مع مخاطر مختلفة زي سعر الصرف وتكلفة التمويل الخارجي لكن في المقابل بتساعد الدولة تزود احتياطياتها من الدولار وتفتح مجالات تمويل جديدة في الأسواق العالمية.
الجميل إن التجربة المصرية في الصكوك بدأت تاخد شكل مؤسسي واضح خصوصًا بعد ما الحكومة أصدرت أول قانون للصكوك السيادية من كام سنة، وده خلى مصر واحدة من الدول العربية القليلة اللي عندها سوق صكوك محلية منظم.
وبالنسبة للمستثمر الصكوك بتعتبر أداة جذابة لأنها بتجمع بين عنصر الأمان العالي كونها مضمونة من الحكومة وبين العائد الجيد مقارنة بأدوات تانية، وكمان بتدي فرصة للمستثمرين اللي بيفضلوا المعاملات الإسلامية.

