الخميس 13 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

منافسة بين البنوك المصرية.. لجذب الأثرياء بعيدًا عن الذهب والعقارات

الخميس 13/نوفمبر/2025 - 02:30 م
البنوك المصرية
البنوك المصرية

في ظل سياسة التيسير النقدي التي اعتمدها البنك المركزي المصري خلال عام 2025، يشهد السوق المصرفي مصر منافسة حادة بين البنوك لجذب أصحاب الثروات الذين يملكون مدخرات تزيد عن مليون جنيه.

ورغم خفض أسعار الفائدة الإجمالي بنحو 6.25% حتى الآن، أطلقت البنوك منتجات ادخارية مرنة بعوائد تصل إلى 20% سنويًا، مع مميزات إضافية مثل صرف يومي أو شهري، لمواجهة توجه بعض الأثرياء نحو الاستثمار في الذهب والعقارات كملاذات آمنة.

وفي هذا التقرير، من بانكير، أبرز المنتجات التي تقدمها البنوك لجذب الأثرياء، بعيدًا عن الذهب والعقارات.

التيسير النقدي دافع للمنافسة المصرفية

وبدأ عام 2025 بتحول جذري في السياسة النقدية المصرية، حيث أقرت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي خفضًا تدريجيًا لأسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي ومواجهة التضخم الذي تراجع إلى 13.9% في يوليو 2025.

وكان الخفض الأول في أبريل بنسبة 2.25%، ليصل سعر الإيداع إلى 25%، تلاه خفض آخر بنسبة 2% في أغسطس، مما أدى إلى استقرار الفائدة عند 22% للإيداع و23% للإقراض بحلول سبتمبر، مع خفض أخر في نهاية أكتوبر بـ 100 نقطة أساس لتصل إلى 21%.

وهذه السياسة، التي تهدف إلى تحفيز الاقتراض ودعم المشروعات الصغيرة، أدت إلى سحب بعض المدخرات نحو بدائل أخرى.

ومع ذلك، رأت البنوك فرصة في إعادة جذب الثرياء من خلال حسابات توفير مخصصة للأرصدة الكبيرة، حيث ارتفع الإقبال على هذه المنتجات بنسبة 15% في النصف الثاني من العام.

والمنافسة أصبحت شرسة، مع التركيز على العوائد المتدرجة والمرونة، لمواجهة التحديات الاقتصادية.

أعلى عوائد حسابات التوفير لكبار العملاء في البنوك المصرية

وفي استجابة سريعة لخفض الفائدة، أطلقت البنوك المصرية حسابات توفير مخصصة لأصحاب المدخرات الكبيرة، مع عوائد تصل إلى 20% أو أكثر للأرصدة التي تتجاوز 20 مليون جنيه.

وهذه المنتجات تستهدف فئة "الأثرياء" الذين يبحثون عن عوائد آمنة ومضمونة، مع مميزات مثل السحب اليومي والحماية من التضخم، ومن أبرزها:

  • البنك العربي الأفريقي الدولي: يقدم حساب "E-Golden Saving" بعائد 20% للمدخرات فوق 20 مليون جنيه، و19% للشريحة بين 5 و20 مليون، مع حد أدنى 500 ألف جنيه للاحتساب، ويصرف العائد شهريًا، ويسمح بالسحب الدولي 24/7.
  • بنك التنمية الصناعية: شهادة "التنمية" الثلاثية أو الخماسية بعائد متغير يصل إلى 21%، مع صرف شهري أو ربع سنوي، مثالية للاستثمار طويل الأجل.
  • البنك التجاري الدولي: فائدة بين 14.75% و15.75% للأرصدة فوق مليون جنيه، مع صرف يومي فريد، مما يجعلها جذابة للثرياء الذين يفضلون السيولة الفورية.
  • بنك القاهرة: حساب "ميجا توفير" بـ5 شرائح، يصل العائد إلى 18.25% لـ20 مليون جنيه فما فوق، و17.75% لـ10-20 مليون، مع خيارات صرف مرنة.
  • البنك الأهلي المصري: حساب "بلاتيني" بعائد 9.75%-15.75% من 500 ألف جنيه، بالإضافة إلى الشهادة البلاتينية (3 سنوات) بعائد متدرج: 23% في السنة الأولى، 18.5% في الثانية، 14% في الثالثة. أطلق أيضًا "الأهلي إكسترا توفير" بـ20%، حد أدنى 20 ألف جنيه.
  • بنك QNB الأهلي: حساب "توفير بلس" بـ17% لأكثر من 20 مليون جنيه، مع خدمات مصرفية فاخرة.
  • بنك قناة السويس: حساب "إنفينيتي" بـ19% لـ20 مليون فما فوق، و18% لحساب "ثروة" فوق 10 ملايين، مع حماية كاملة للأرصدة.
  • بنك مصر: شهادة "يوماتي" (3 سنوات) بـ20.75% متغير يوميًا، وحساب توفير بـ11% لفوق 500 ألف جنيه، مع زيادة 1% إضافية للعملاء المميزين.

وهذه العوائد، التي حافظت على مستويات عالية رغم الخفض، أدت إلى زيادة الودائع بنسبة 12% في الربع الثالث من 2025، حيث حرصت البنوك على هيكلة المنتجات لتتناسب مع احتياجات الأثرياء.

البنوك المصرية

استراتيجيات البنوك بعد التيسير النقدي

ومع خفض الفائدة، سحب بعض الثرياء مدخراتهم، لكن البنوك ردت باستراتيجيات مبتكرة، حيث أطلقت حملات تسويقية تركز على "الثراء المستدام"، مع خدمات VIP مثل الاستشارات المالية والتأمين على الأرصدة. 

وعلى سبيل المثال، بنك أبو ظبي الإسلامي يقدم "الغني بلس" بـ21.25% لـ250 ألف جنيه فما فوق، متوافقًا مع الشريعة، مما جذب 20% زيادة في عملاء الشرق الأوسط.

كما أدخلت بنوك مثل SAIB حساب "سيطرة بلس" بـ30% للأرصدة الكبيرة، لكن مع شروط صارمة للحفاظ على السيولة.

وهذه الجهود أعادت جذب 166 ألف مستثمر جديد في المنتجات الادخارية، بإجمالي 1.3 مليار جنيه.

والمنافسة لم تقتصر على العوائد، بل امتدت إلى الرقمنة، حيث أصبحت معظم الحسابات متاحة عبر التطبيقات، مما يوفر الوقت للثرياء المشغولين.

اتجاه الاستثمار في الذهب والعقارات التحدي الأكبر للبنوك

ورغم جاذبية الحسابات المصرفية، يتجه بعض الأثرياء نحو الذهب كملاذ آمن، خاصة بعد ارتفاع سعره بنسبة 37% منذ يناير 2025، مدفوعًا بشراء البنوك المركزية العالمية 415 طنًا في النصف الأول.

وفي مصر، ارتفع احتياطي الذهب بنسبة 1.5%، وسجلت الصادرات نموًا بنسبة 194%، مما يجعل الاستثمار في صناديق الذهب خيارًا شائعًا مع دخولها العمل في مصر.

وأطلقت شركات مثل "سي آي كابيتال" صناديق ذهب متوافقة مع الشريعة بعائد يومي، تجذب المستثمرين الباحثين عن التنويع.

أما العقارات، فتحافظ على جاذبيتها طويلة الأمد، مع توقعات ارتفاع الأسعار بنسبة 15% في 2025 بفضل مشاريع مثل "أب تاون 6 أكتوبر"، وغيرها.

ومع ذلك، يفضل الخبراء الذهب للمرونة قصيرة الأجل، بينما العقارات للعوائد الإيجارية الثابتة، كما يقول مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، عبد المنعم السيد.

مستقبل المنافسة في 2026

وتواجه البنوك تحديات مثل تقلبات الذهب العالمية وارتفاع أسعار العقارات، لكن التوقعات إيجابية، ومع توقع خفض إضافي بنسبة 4-6% في 2026، ستستمر المنافسة في ابتكار منتجات هجينة، مثل ربط الحسابات بصناديق الذهب.

والمنافسة المصرفية في 2025 ليست مجرد سباق عوائد، بل استراتيجية لاستعادة الثقة في ظل التغييرات الاقتصادية، ومع استمرار التيسير النقدي، قد تشهد السوق تحولًا نحو الاستثمارات المتنوعة، مما يعزز الاستقرار المالي لمصر.