كنوز تحت الأرض ممكن تغير حال مصر.. خطة اكتشافات البترول الكبرى
هو إيه اللي بيحصل في قطاع البترول المصري اليومين دول؟ وليه كل العيون متجهة ناحية البحر الأحمر والصحراء الغربية؟ وإيه حكاية الـ١١ منطقة جديدة اللي الحكومة ناوية تطرحها للتنقيب عن النفط والغاز؟ وهل فعلاً عندنا كنوز تحت الأرض لسه محدش اكتشفها؟
الأسئلة دي وغيرها كتير بقت بتتسأل كتير، خصوصاً بعد ما بدأت وزارة البترول تنفذ خطة ضخمة علشان ترجع مصر بقوة على خريطة الطاقة العالمية.
الوزارة دلوقتي بتجهز واحدة من أكبر جولات الطرح في تاريخها، وبتخطط إنها تتيح ١١ منطقة جديدة للاستكشاف خلال سنة ٢٠٢٦، والخطة دي مش معمولة بعشوائية، لأ، وراها شغل علمي وتقني ضخم. الدولة بالتعاون مع شركات وبيوت خبرة عالمية بتعمل مسح سيزمي متطور في البحر الأحمر وخليج السويس والصحراء الغربية، علشان تحدد أدق الأماكن اللي فيها فرص بترول وغاز حقيقية. الهدف إن مصر تقلل المخاطر قبل الحفر وتبقى كل خطوة محسوبة، وده اللي بيخلي المستثمرين الأجانب يبصوا للسوق المصري بثقة أكتر.
التقارير بتقول إن الحكومة مستهدفة ترفع إنتاج النفط لأكتر من ٦٠٠ ألف برميل يومياً بنهاية السنة المالية ٢٠٢٥ / ٢٠٢٦. ده معناه إننا داخلين على مرحلة جديدة من الاكتشافات اللي هتزود الإنتاج وتقلل الضغط على فاتورة الاستيراد. التركيز دلوقتي على المناطق البكر في جنوب مصر وساحل البحر الأحمر، اللي الدراسات الجيولوجية الأخيرة أثبتت إنها غنية بمكامن اقتصادية قابلة للاستخراج.

الهيئة العامة للبترول كمان ناوية تحفر أكتر من ١٨ بئر استكشافية جديدة، والخطة دي لو نجحت هتزود الإنتاج بنسبة ١٠٪ تقريباً، وده رقم كبير جداً في عالم البترول.
الجميل كمان إن مصر بدأت تستخدم أحدث تكنولوجيا في عمليات البحث، زي نظام الـ“Nodal System” اللي بيتميز بدقة بيانات أعلى أربع مرات من الطرق القديمة، وده بيساعد في تسريع الشغل وتقليل التكلفة. المشروع اللي بيتنفذ حالياً في جنوب مصر – غرب أسيوط مثلًا، معمول له جدول زمني دقيق، هيخلص المسح في تسع شهور، وبعدها تلات شهور لمعالجة البيانات، يعني سنة واحدة بدل سنتين! الطريقة دي بتخلي البيانات تتعالج في نفس وقت المسح، فكل حاجة بتتم بسرعة وكفاءة، وده بيدي المستثمرين صورة واضحة من بدري عن المناطق الواعدة اللي تستحق ضخ استثمارات فيها.
النتائج اللي بتحققها وزارة البترول مش مجرد أرقام، دي نتائج بتنعكس على الاقتصاد كله. لأن أي زيادة في الإنتاج معناها تقليل الاستيراد، ومعناها كمان فرص أكتر لصناعات البتروكيماويات والتكرير اللي بتخلق قيمة مضافة وفرص عمل جديدة. وفعلاً من يوليو اللي فات، مصر قدرت تحقق ١٨ كشف بترولي جديد، ١٣ منهم دخلوا الإنتاج بالفعل، بإجمالي حوالي ١٤ ألف برميل زيت و٤٤ مليون قدم مكعب غاز في اليوم. أرقام قوية بتقول إن القطاع شغال على الطريق الصح، وإن خطة الدولة ماشية بخطى ثابتة نحو الاكتفاء الذاتي.
اللي بيحصل النهارده في قطاع البترول هو مش مجرد اكتشافات جديدة، ده تحول استراتيجي في طريقة إدارة مواردنا. مصر بتبني نفسها كمركز إقليمي للطاقة، وبتتحرك بخطة متكاملة من الاستكشاف للإنتاج للتكرير والتصدير.
السؤال مش هل عندنا بترول؟ السؤال الحقيقي هو قد إيه إحنا جاهزين نستفيد من كل نقطة بترول وغاز في أرضنا.
والإجابة واضحة.. مصر داخلة على عصر جديد من الاكتشافات البترولية.. عصر عنوانه استثمار كل برميل في خدمة الاقتصاد الوطني.
