المبعوث التجاري الأمريكي يزور لندن نهاية نوفمبر لتعزيز المفاوضات الاقتصادية
أعلنت مصادر حكومية بريطانية اليوم الاثنين أن الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير سيزور العاصمة البريطانية لندن في 24 نوفمبر الجاري، في إطار مساعٍ مشتركة لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، في وقت تتطلع فيه المملكة المتحدة إلى الحصول على مزيد من التنازلات من واشنطن في محادثاتهما الاقتصادية المستمرة.
وتأتي الزيارة في ظل تزايد الجهود الدبلوماسية بين الجانبين بعد تباطؤ مفاوضات اتفاق التجارة الحرة، التي بدأت عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ تسعى لندن إلى إعادة ترتيب أولوياتها الاقتصادية وتوسيع علاقاتها التجارية مع الحلفاء الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.
ملفات شائكة على طاولة المباحثات
وأوضحت المصادر أن زيارة المبعوث الأمريكي ستتضمن محادثات رفيعة المستوى مع وزيرة الأعمال والتجارة البريطانية كيمي بادينوك، ومسؤولين من وزارة الخزانة، لبحث سبل تسهيل الوصول إلى الأسواق وتخفيف القيود الجمركية على الصادرات البريطانية، خاصة في قطاعات الأغذية والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.
ومن المنتظر أن يبحث الجانبان أيضاً ملف دعم سلاسل التوريد العالمية، وإمكانية إقامة شراكات استثمارية جديدة في مجالات الابتكار الصناعي والتكنولوجيا النظيفة، إلى جانب قضايا الأمن الاقتصادي والرقابة على الصادرات الحساسة، في ضوء التوترات التجارية الدولية المتصاعدة.
الولايات المتحدة: لا اتفاق شامل قبل 2026
وبحسب تقارير دبلوماسية، لا تزال الولايات المتحدة تتحفظ على إبرام اتفاق تجارة شامل مع بريطانيا قبل عام 2026، مفضّلة مواصلة المباحثات القطاعية التي تركز على معايير العمل والبيئة وحماية المستهلك.
وقال مصدر في وزارة التجارة الأمريكية إن واشنطن "ترى ضرورة تحقيق توازن في المصالح قبل توقيع أي اتفاق نهائي"، مؤكداً أن المحادثات الحالية تهدف إلى "توسيع التعاون دون التسرع في التزامات طويلة الأجل".
وفي المقابل، شددت لندن على أن التقدم في هذا الملف "سيعزز النمو الاقتصادي البريطاني" ويخلق فرصاً جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تسعى لتوسيع صادراتها إلى السوق الأمريكي.
إشادة بريطانية بالتعاون القائم
وأشارت وزيرة التجارة البريطانية في تصريحات سابقة إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين "تسير في الاتجاه الصحيح"، موضحة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 300 مليار دولار خلال عام 2024، ما يجعل الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري منفرد للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أن الحكومة البريطانية "تسعى إلى بناء شراكة اقتصادية أكثر عمقاً ومرونة مع واشنطن"، تشمل التعاون في الذكاء الاصطناعي، والطاقة الخضراء، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية، بما يعزز مكانة لندن كمركز مالي عالمي بعد البريكست.
زيارة تحمل دلالات استراتيجية
ويرى مراقبون أن زيارة جرير المرتقبة تمثل إشارة سياسية إلى استمرار التفاهم الاستراتيجي بين لندن وواشنطن في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، خاصة في ظل المنافسة التجارية مع الصين، وارتفاع تكاليف الطاقة، والضغوط التضخمية في الأسواق الغربية.
كما يتوقع أن تمهّد الزيارة لجدول أعمال مشترك لعام 2026 يتضمن مباحثات موسعة حول التجارة الرقمية، والاستثمارات الخضراء، والضرائب على الشركات متعددة الجنسيات، في إطار إعادة صياغة العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي.
