من العجز إلى التصدير.. إزاي مصر هتكون أكبر مركز للطاقة في الشرق الأوسط؟
مصر دلوقتي بتحول عجز انقطاع الكهربا لأكبر مركز للطاقة في الشرق الأوسط.. بس إزاي مصر قدرت تتحول من بلد كان بيعاني لواحدة من أهم دول تصدير الطاقة في الشرق الأوسط؟.. وهل فعلا مصر قريبة تبقى مركز الطاقة الإقليمي اللي العالم كله محتاجه؟.. وإيه السر السر ورا القفزة دي في قطاع البترول والغاز الطبيعي؟، وإيه المكاسب اللي هتعود على المواطن من كل ده؟
من كام سنة كده، كنا بنسمع عن أزمات في الكهرباء وانقطاع التيار ونقص في الغاز، لكن النهارده الوضع اتغير 180 درجة، ومصر ماشية بسرعة الصاروخ عشان تأمن نفسها في كل القطاعات، خصوصا في مجال الطاقة.. مصر مبقتش مكتفية بالطاقة، دي داخلة بقوة عشان تبقى مركز إقليمي للطاقة في الشرق الأوسط والعالم كله.
القصة بدأت بخطة مدروسة كويس جدًا، الدولة قررت تستغل موقع مصر الفريد، اللي بيربط بين البحر الأحمر والمتوسط، ومعاه قناة السويس اللي بتمر منها سفن العالم، وكمان البنية التحتية اللي اتطورت بشكل ضخم في السنين الأخيرة.
مصر دلوقتي عندها 14 ميناء بترولي، بيتم تداول أكتر من 90 مليون طن سنويًا، غير أن عندها قدرات تخزينية كبيرة جدًا للمنتجات البترولية، وخط أنابيب سوميد اللي بيعدي من البحر الأحمر للمتوسط، وده شريان طاقة استراتيجي للعالم كله.. كمان عندنا محطتين لتسييل الغاز في إدكو ودمياط، بيصدروا حوالي 12 مليون طن سنويًا، وده خلا مصر من أهم الدول المصدّرة للغاز في المنطقة.. وده غير شبكة الغاز الطبيعي اللي بتغطي مصر كلها، بأكتر من 8000 كيلومتر خطوط رئيسية.

لكن الموضوع مش بس غاز ونفط، مصر داخلة بقوة كمان في الطاقة المتجددة، زس الشمس والرياح والطاقة النظيفة، والهدف بنهاية سنة 2025 يوصل إجمالي الطاقة المتجددة لـ 10 آلاف ميجاوات، ومعاها بطاريات تخزين حوالي 2850 ميجاوات، وبحلول سنة 2029 الدولة بتستهدف توصل لـ20 ألف ميجاوات من الطاقة النظيفة، وكمان 3600 ميجاوات من الطاقة النووية!
كمان الدولة شغالة على كذا محور، بتعيد بناء البنية التحتية وبتفتح الباب قدام المستثمرين المحليين والأجانب، وبتسهل القوانين عشان تجذب تمويل لمشروعات الطاقة المتجددة... كل ده مش بس عشان نصدر، لكن كمان نقلل الانبعاثات ونحقق رؤية مصر 2030، ونكون جزء من الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.
الجميل كمان أن المشاريع دي بتخلق فرص شغل جديدة وبتنعش الاقتصاد، وبتقلل اعتمادنا على الوقود الأحفوري اللي بيتكلف كتير وبيأذي البيئة، وفيه كمان مشروعات ربط كهربائي قوية زي اللي بين مصر والسعودية، وبين مصر والسودان، وده معناه إن مصر هتبقى "موزع الطاقة" في المنطقة.
كل ده بيأكد أن مصر عدت بأيام صعبة كتير، ومن بلد كان عندها عجز في الكهرباء، لمركز إقليمي بيصدر الطاقة، ودلوقتي بنكتب فصل جديد في مستقبل الطاقة، وبتثبت أن الإرادة والتخطيط بيحولوا التحدي لفرصة والعجز لقوة.
