مؤشر نيكاي يواصل صعوده القياسي بعد قرار بنك اليابان بتثبيت أسعار الفائدة
واصل مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية تحقيق مكاسبه القياسية، اليوم الخميس، بعد أن قرر بنك اليابان الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع من قبل الأسواق والمحللين الاقتصاديين. ويعكس استمرار ارتفاع السوق ثقة المستثمرين في استقرار السياسة النقدية اليابانية رغم التحديات المرتبطة بالتضخم وضعف الين.
وخلال تعاملات اليوم، ارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.6% في أعلى مستوى له خلال الجلسة، ليصل إلى 51,620.79 نقطة، وهو مستوى غير مسبوق في تاريخه، قبل أن يغلق مرتفعًا بنسبة 0.5% عند 51,560.70 نقطة. كما صعد المؤشر الأوسع توبكس (TOPIX) بنسبة 0.7% ليسجل 3,301.17 نقطة، مدعومًا بمكاسب واسعة في قطاعات التكنولوجيا والبنوك والصناعات الثقيلة.
ويأتي هذا الارتفاع في أعقاب قرار بنك اليابان تثبيت أسعار الفائدة قصيرة الأجل عند مستوى سالب 0.1%، مع الإبقاء على سياسة التحكم في منحنى العائد دون تغيير، في وقت يترقب فيه المستثمرون تصريحات محافظ البنك كازو أويدا خلال المؤتمر الصحفي المقرر عقده الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش، بحثًا عن مؤشرات حول احتمال رفع أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل.
ورغم أن قرار التثبيت كان متوقعًا على نطاق واسع، فقد شهدت الأسواق تحركات ملحوظة عقب الإعلان، حيث تراجع الين الياباني من مكاسب نسبتها 0.4% إلى انخفاض بلغ 0.3%، ليسجل نحو 153.125 ين لكل دولار أميركي، في حين قلّصت العقود الآجلة للسندات الحكومية لأجل 10 سنوات خسائرها لتغلق منخفضة بمقدار 0.13 ين فقط إلى 136 ينًا بعد أن كانت قد خسرت 0.24 ين قبل القرار.
وفي تصريحات نقلتها وكالات الأنباء، قال تورو ساساكي، كبير الاستراتيجيين في مجموعة فوكوؤكا المالية والمسؤول السابق في بنك اليابان، إن «من اللافت أن سوق الأسهم يواصل الارتفاع في وقت لا تزال فيه معدلات التضخم مرتفعة»، مشيرًا إلى أن المستثمرين يراهنون على استمرار السياسة التيسيرية لدعم النمو الاقتصادي في ظل ضعف العملة المحلية.
وأضاف ساساكي أن هناك «ضغوطًا من جانب الولايات المتحدة، وبالأخص من وزير الخزانة سكوت بيسنت، على بنك اليابان لإعادة النظر في سياساته النقدية»، إلا أن البنك «اختار الحفاظ على موقفه الحازم في الإبقاء على أسعار الفائدة المنخفضة للغاية»، وهو ما ساهم في تعزيز معنويات السوق.
ويأتي قرار بنك اليابان في وقت تتخذ فيه البنوك المركزية الكبرى حول العالم، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي، مسارًا أكثر حذرًا بعد جولات من رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم. إلا أن البنك الياباني يواصل التمسك بسياسة نقدية تيسيرية تهدف إلى دعم التعافي الاقتصادي وتحفيز الطلب المحلي.
ويرى محللون أن استمرار ارتفاع مؤشر نيكاي يعكس مزيجًا من تفاؤل المستثمرين بالسياسات المالية والنقدية واستفادة الشركات اليابانية من ضعف الين، ما يعزز تنافسية صادراتها في الأسواق العالمية. ومع ذلك، يظل الخطر قائمًا في حال لجأ البنك المركزي إلى رفع الفائدة بشكل مفاجئ خلال الفترة المقبلة، مما قد يؤدي إلى تصحيح في أسعار الأسهم.
