مرسيدس تسجل تراجعًا حادًا بنسبة 70% في أرباح التشغيل خلال الربع الثالث
أعلنت شركة مرسيدس بنز الألمانية، اليوم الأربعاء، عن تسجيل تراجع حاد في أرباحها التشغيلية بنسبة 70% خلال الربع الثالث من العام الجاري، في ظل استمرار الضغوط الناتجة عن ضعف الطلب العالمي على السيارات الفاخرة وارتفاع تكاليف برامج خفض الوظائف، إضافة إلى أعباء الرسوم الجمركية المفروضة على بعض الأسواق الرئيسية.
وأوضحت الشركة، في بيان مالي رسمي، أن أرباح التشغيل بلغت نحو 1.02 مليار يورو مقارنة بـ 3.4 مليار يورو في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يمثل أكبر انخفاض فصلي تسجله الشركة منذ عام 2020، مشيرة إلى أن تراجع المبيعات في الصين وأوروبا كان له التأثير الأكبر على النتائج.
وأرجعت مرسيدس هذا الانخفاض إلى تباطؤ الطلب في الأسواق الناشئة وتراجع ثقة المستهلكين في ظل ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، إلى جانب زيادة تكاليف تطوير السيارات الكهربائية والبنية التحتية الداعمة لها، والتي تتطلب استثمارات ضخمة خلال الفترة الانتقالية نحو التحول الكامل للطاقة النظيفة.
وقال أولا كالينيوس، الرئيس التنفيذي للشركة، إن مرسيدس "تواجه مرحلة إعادة هيكلة دقيقة" تهدف إلى الحفاظ على مرونتها في مواجهة التحولات العميقة في صناعة السيارات، مشيراً إلى أن الشركة تواصل استراتيجيتها للتحول نحو الكهربة الكاملة لمجموعة طرازاتها بحلول عام 2030، مع التركيز على الكفاءة التشغيلية وخفض النفقات الثابتة.
وأضاف كالينيوس أن الشركة تعمل حالياً على تسريع إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتوسيع التعاون مع الموردين الأوروبيين لتقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد الآسيوية، مؤكداً أن هذه الجهود ستؤتي ثمارها خلال الأعوام المقبلة مع استقرار الأسواق وتحسن الطلب.
كما أشار التقرير المالي إلى انخفاض هامش الربح التشغيلي لقطاع السيارات من 12.5% إلى 4.1% فقط، بينما شهدت المبيعات العالمية انخفاضاً بنسبة 9%، مع تسجيل تراجع ملحوظ في الطلب على سيارات الفئة “S” والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV).
وفي المقابل، أظهرت الشركة تفاؤلاً حذراً بشأن أداء الربع الأخير من العام، متوقعة تحسناً تدريجياً في المبيعات بفضل إطلاق طرازات كهربائية جديدة وتوسيع برامج التحفيز البيئي في أوروبا، إلى جانب بوادر انتعاش الطلب في الولايات المتحدة.
يُذكر أن مرسيدس بنز تعد واحدة من أكبر الشركات الأوروبية المتأثرة بتباطؤ الاقتصاد الصيني وتراجع صادرات السيارات الألمانية، كما تواجه منافسة متصاعدة من الشركات الأمريكية والصينية المتخصصة في السيارات الكهربائية، مثل تسلا وبي واي دي (BYD)، ما يفرض عليها إعادة تقييم استراتيجيتها التسويقية والتصنيعية في الأسواق العالمية.
