«نكسبيريا» تستأنف مبيعات الرقائق في الصين وتسوي المعاملات باليوان
استأنفت الوحدة الصينية لشركة تصنيع الرقائق الهولندية «نكسبيريا» توريد أشباه الموصلات إلى الموزعين المحليين داخل الصين، بعد أن أوقفت جميع الشحنات إثر حظر فرضته بكين على الصادرات بسبب نزاع حول ملكية الشركة، وفقًا لمصدرين مطلعين تحدثا مع رويترز.
ووفقًا للمصدرين، يقتصر الاستئناف على التجارة المحلية داخل الصين، حيث أصبح لزامًا أن تُسوى جميع المبيعات للموزعين باليوان الصيني، بدلًا من العملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي، في خطوة تهدف لاستقرار الإمدادات وتعزيز استقلالية عمليات الوحدة الصينية عن الشركة الأم في هولندا.
وأوضحت المصادر أن «نكسبيريا» أصدرت تعليمات إلى الموزعين بإجراء معاملاتهم مع العملاء داخل الصين باليوان أيضًا، مع توجيه جهودها للبحث عن شركاء بديلين لتعبئة الرقائق خارج الصين، في ظل استمرار النزاع مع وحدتها الصينية دون بوادر لحل قريب. وأشار أحد المصادر إلى أن الشركة الهولندية حذرت عملاءها من أنها لا تضمن جودة المنتجات القادمة من الوحدة الصينية، مع تأكيد أن تعليق المبيعات مؤقت واستئنافها لاحقًا بتسويات باليوان لم يُكشف عنه سابقًا.
وتُعد «نكسبيريا» إحدى الشركات الرائدة عالميًا في إنتاج الرقائق، وتنتج كميات كبيرة في هولندا تُستخدم في صناعة السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية، بينما تُعبأ معظم هذه الرقائق في الصين وتُباع غالبًا للموزعين المحليين. وقال متحدث باسم الشركة إن جهود البحث عن شركاء تعبئة خارج الصين بدأت قبل النزاع الحالي وليست جزءًا من خطة للابتعاد عن المصنع الصيني. وأضاف المتحدث أن الشركة اضطرت لإبلاغ العملاء بالمخاطر المحتملة على جودة المنتجات، لكنها لم تصل إلى حد مطالبتهم بعدم الشراء من الوحدة الصينية.
وتأتي هذه التطورات بعد استحواذ الحكومة الهولندية على «نكسبيريا» في 30 سبتمبر 2025، حيث أقالت المدير التنفيذي الصيني تشانغ شيوي تشنغ، مشيرة إلى مخاوف من احتمال استحواذ الشركة الأم الصينية «وينغتك تكنولوجي» على تقنيات الشركة. وأظهرت وثائق المحكمة أن الاستحواذ جاء بعد ضغوط أميركية متزايدة على «نكسبيريا»، عقب إدراج «وينغتك» على قائمة الصادرات المقيدة، مع توضيح السلطات الهولندية أن الاستحواذ يتعلق بنواقص في الحوكمة.
وفي 4 أكتوبر، حظرت وزارة التجارة الصينية تصدير الرقائق من الصين، مما دفع الوحدة الصينية لـ«نكسبيريا» إلى تعليق الشحنات من مصنعها الرئيسي في مدينة دونغغان إلى جميع الموزعين، وهو ما أثار مخاوف من اضطرابات محتملة في سلاسل الإمداد العالمية لقطاع السيارات والإلكترونيات.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية أنها ستعقد اجتماعًا عبر الاتصال مع شركات السيارات والموردين لمناقشة التطورات المتعلقة بالشركة، بينما صرح وزير الاقتصاد الهولندي بأنه أجرى محادثات مع نظيره الصيني دون التوصل إلى حل حتى الآن. ويُعد نزاع «نكسبيريا» واحدًا من أبرز التحديات الحالية في قطاع الرقائق عالميًا، حيث تمثل الشركة موردًا أساسيًا للرقائق الضرورية للإنتاج الصناعي في مختلف القطاعات.
