ترامب يهدد بفتح السوق الأمريكي أمام لحوم الأرجنتين لكبح التضخم الغذائي
لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية استيراد لحوم من الأرجنتين في محاولة للسيطرة على ارتفاع أسعار اللحوم في السوق الأمريكي، مؤكدًا أن الإدارة تدرس عدة خيارات لضمان استقرار الأسعار وحماية المستهلكين من موجة التضخم الغذائي التي تشهدها البلاد.
وقال ترامب، في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتد برس"، إن حكومته "لن تتردد في فتح الباب أمام بدائل خارجية إذا فشل المنتجون المحليون في الحفاظ على أسعار عادلة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تبرم اتفاقيات قصيرة الأجل مع بعض الدول المنتجة للحوم في أمريكا اللاتينية، وعلى رأسها الأرجنتين، لتأمين الإمدادات وخفض تكلفة السلع الأساسية.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن بلاده "تتمتع بعلاقات تجارية جيدة مع الأرجنتين، وأن أي خطوة في هذا الاتجاه ستكون مبنية على المصالح المشتركة"، مؤكدًا أن هدف إدارته هو تحقيق التوازن بين حماية المزارعين الأمريكيين وضمان القدرة الشرائية للأسر الأمريكية.
وتأتي تصريحات ترامب في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والدواجن داخل السوق الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة، نتيجة زيادة تكاليف النقل والطاقة، إلى جانب انخفاض المعروض في بعض الولايات جراء موجات الجفاف التي أثرت على قطاع الثروة الحيوانية.
من جانبهم، حذّر عدد من المزارعين الأمريكيين من أن فتح باب الاستيراد قد يؤدي إلى إغراق السوق المحلي بمنتجات أجنبية، مما يضر بالمنتجين المحليين ويؤثر سلبًا على فرص العمل في القطاع الزراعي.
في المقابل، يرى محللون اقتصاديون أن هذه الخطوة قد تكون مؤقتة وتهدف إلى كبح جماح التضخم الغذائي قبل موسم الأعياد، خصوصًا بعد أن ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة تجاوزت 18% خلال العام الحالي، وفقًا لتقارير وزارة الزراعة الأمريكية.
وأشارت تقارير إلى أن الأرجنتين تُعد من أكبر مصدّري اللحوم في العالم، وتتمتع بقدرات إنتاجية عالية وجودة معترف بها دوليًا، مما يجعلها شريكًا محتملًا للولايات المتحدة في حال تم التوصل إلى تفاهمات تجارية جديدة.
ويأتي هذا التوجّه في إطار سياسات ترامب الاقتصادية الجديدة التي تركز على "المستهلك أولًا"، عبر اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة التضخم وتخفيف الأعباء المعيشية عن الأسر الأمريكية، خصوصًا في قطاعات الغذاء والطاقة والإسكان.
ورجّح مراقبون أن أي اتفاق محتمل بين واشنطن وبوينس آيرس سيشمل أيضًا ضوابط صارمة تتعلق بمعايير الجودة والسلامة الغذائية، لضمان مطابقة المنتجات المستوردة للمواصفات الأمريكية، مؤكدين أن نجاح الخطوة سيتوقف على كيفية موازنة المصالح بين المنتجين المحليين والمستهلكين.
