شراكة "مصرية–صينية" جديدة لتعزيز مكانة قناة السويس كمركز عالمي للخدمات اللوجستية
استقبلت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وفدًا صينيًا رفيع المستوى برئاسة السيد شو تشينج، ممثلًا عن عمدة مدينة شنغهاي الصينية، وذلك بمقر الهيئة في بورسعيد، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مجالات الموانئ والخدمات اللوجستية.
جاء اللقاء بحضور اللواء محمد أحمد محمود، نائب رئيس الهيئة، وعدد من قيادات الهيئة بالقطاع الشمالي، في إطار الجهود المستمرة لتوسيع الشراكات الدولية وتعزيز مكانة المنطقة الاقتصادية كمحور تجاري ولوجستي عالمي.
وفي مستهل اللقاء، قدّم نائب رئيس الهيئة عرضًا تفصيليًا استعرض خلاله أبرز المقومات التنافسية التي تتمتع بها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيرًا إلى الموقع الاستراتيجي الفريد الذي يجعل من الموانئ والمناطق الصناعية التابعة للهيئة نقطة التقاء رئيسية بين الشرق والغرب. وأكد أن التكامل بين الموانئ والمناطق الصناعية يتيح نفاذًا مباشرًا للأسواق العالمية، مدعومًا بشبكة من اتفاقيات التجارة الحرة التي تمنح الهيئة ميزة استثنائية في جذب الاستثمارات الأجنبية.
وأشار نائب رئيس الهيئة إلى التطور الكبير الذي شهدته المنطقة في السنوات الأخيرة على صعيد البنية التحتية والمرافق والخدمات، مشيدًا بالتحول الرقمي الذي تنفذه الهيئة في مختلف عملياتها، من خلال منظومة الشباك الواحد ومركز المنطقة الاقتصادية اللوجستي، بالإضافة إلى المنصات الرقمية التي تسهم في تعزيز الحوكمة ورفع كفاءة الأداء وتعظيم إيرادات الدولة.
ولفت إلى أن نجاح ميناء شرق بورسعيد التابع للهيئة في احتلال صدارة الموانئ الإفريقية، وحصوله على المركز الثالث عالميًا في مؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي، يعكس الجهود المتواصلة التي تبذلها الهيئة بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية العاملة في تشغيل الموانئ. وأكد حرص الهيئة الدائم على تعزيز التعاون مع مجتمع الأعمال الصيني، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية لجعل المنطقة الاقتصادية مركزًا صناعيًا ولوجستيًا عالميًا.
من جانبه، أعرب السيد شو تشينج، رئيس الوفد الصيني، عن تقديره للتطور الكبير الذي تشهده المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا أن الصين ترى في هذه المنطقة محورًا رئيسيًا لمبادرة "الحزام والطريق" التي تستهدف تعزيز الربط التجاري واللوجستي بين آسيا وإفريقيا وأوروبا. وأوضح أن الصين تضم عددًا من كبار مشغلي الموانئ والخطوط الملاحية عالميًا، وأن التعاون مع الهيئة في هذا المجال يمثل فرصة استراتيجية للجانبين.
وأشاد شو تشينج بالنجاحات التي حققتها الاستثمارات الصينية داخل المنطقة الاقتصادية، خاصة في منطقة القنطرة غرب التي تضم نحو 26 مشروعًا صينيًا في مجالات المنسوجات والملابس الجاهزة، مشيرًا إلى رغبة بلاده في توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل خدمات تموين السفن، وأنشطة الترانزيت، وإدارة الموانئ الذكية.
ويعكس هذا اللقاء، بحسب الهيئة، عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، والدعم المستمر من القيادة السياسية في البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويعزز موقع مصر كمحور إقليمي للتجارة والخدمات اللوجستية في المنطقة.
