الأسواق الآسيوية تستعيد مكاسبها مع تراجع الدولار وتوقع خفض الفائدة الأمريكية

ارتفعت الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء بعد ثلاثة أيام متتالية من التراجع، مدعومة بتزايد توقعات خفض الفائدة الأمريكية من جانب الاحتياطي الفيدرالي، في ظل تباطؤ سوق العمل وتراجع الدولار، ما عزز الطلب على الأصول عالية المخاطر والذهب.
وارتفع المؤشر الإقليمي لأسهم آسيا التابع لمؤسسة “إم إس سي آي” بنسبة 1.3%، بعدما أشار رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى أن البنك المركزي يتجه نحو خفض جديد للفائدة خلال أكتوبر المقبل، في محاولة لدعم الاقتصاد الأمريكي وسط إشارات على ضعف سوق العمل.
كما صعدت العقود الآجلة لمؤشري “إس آند بي 500” و**“ناسداك 100”** بنسبة طفيفة بلغت 0.1% خلال التداولات الآسيوية، في وقت تجاهل فيه المستثمرون تجدد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية وقف تجارة زيت الطهي مع الصين.
وفي أسواق العملات، واصل اليوان الصيني مكاسبه بعدما حدد البنك المركزي الصيني سعر الربط عند 7.0995 يوان للدولار، وهو أقوى مستوى منذ نوفمبر الماضي، مما أرسل “إشارة قوة” للأسواق تفيد بأن بكين مستعدة للدفاع عن عملتها رغم تصاعد التوتر التجاري.
وقالت فيونا ليم، كبيرة محللي الصرف الأجنبي في بنك ماي بنك بسنغافورة، إن “تحديد سعر اليوان دون مستوى 7.10 يمثل رسالة واضحة بأن الصين في موقع قوة في أي مفاوضات أو تصعيد محتمل”.
بالتوازي، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة عملات رئيسية، ما دعم أسعار الذهب التي سجلت ذروة جديدة، بينما استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين عند أدنى مستوياتها منذ عام 2022.
وأوضح محللون في بلومبرغ أن ميل الفيدرالي إلى التيسير النقدي “يخلق موجة جديدة من ضعف الدولار ويدعم توجه المستثمرين نحو الذهب والأسهم”، مشيرين إلى أن “مزيج خفض الفائدة وتراجع الدولار يعزز شهية المخاطرة في الأسواق”.
وعلى الصعيد الصيني، أظهرت البيانات تراجع وتيرة الانكماش الاقتصادي خلال سبتمبر، ما يشير إلى بداية تعافٍ محتمل بعد أطول فترة انخفاض للأسعار منذ سبعينيات القرن الماضي.
وفي الولايات المتحدة، أكد باول أن آفاق الاقتصاد “لم تتغير كثيراً” منذ اجتماع سبتمبر، حين خفض الفيدرالي الفائدة للمرة الأولى هذا العام، بينما تُسعّر الأسواق حالياً نحو 1.25 نقطة مئوية من التخفيضات الإضافية بحلول نهاية 2025.
وفي سياق متصل، توقعت سوزان كولينز، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، أن “يواصل البنك خفض الفائدة هذا العام لدعم سوق العمل والإنفاق المحلي”.
أما على صعيد العلاقات التجارية، فقد أشار الممثل التجاري الأمريكي جيمسون غرير إلى أن التوترات مع الصين “قد تتراجع” بعد محادثات إيجابية بين الجانبين، فيما عبّر ترامب عن “تفاؤل حذر” قائلاً إن العلاقات مع بكين “جيدة، وإن لم تكن مثالية”.
وفي اليابان، ركّز المستثمرون على مزاد السندات الحكومية لأجل 20 عامًا وسط غموض سياسي عقب انهيار الائتلاف الحاكم، بينما تراجعت السندات طويلة الأجل بعد فوز ساناي تاكايشي المفاجئ في انتخابات الحزب الليبرالي الديمقراطي، ما زاد من حالة الحذر في الأسواق اليابانية.