حمى الذهب تضرب أفريقيا.. البنوك المركزية تشتري السبائك وتبتعد عن الدولار

في تحول لافت يشهده المشهد المالي في القارة السمراء، تتجه البنوك المركزية الأفريقية نحو تعزيز احتياطياتها من الذهب بعد أن تجاوز سعر المعدن النفيس حاجز 4000 دولار للأونصة في أكتوبر 2025، مسجلاً قفزة بأكثر من 50% خلال العام، في خطوة تعكس مسعى القارة إلى الاستقلال النقدي وتنويع الأصول بعيدًا عن الدولار الأمريكي.

فمن غانا إلى زيمبابوي ونيجيريا وناميبيا ورواندا، تعمل الحكومات على شراء الذهب محليًا وتطوير برامج لتخزين السبائك داخل البنوك المركزية.

ويأتي هذا التوجه كتحوط من تقلبات أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية، وأيضًا كرد فعل على المخاطر المرتبطة بالعقوبات المحتملة التي تهدد الأصول الدولارية.

في غانا، ارتفعت حيازات البنك المركزي من الذهب إلى نحو 37 طنًا بحلول سبتمبر 2025 بفضل برنامج شراء محلي قوي، فيما أطلقت زيمبابوي عملتها المدعومة بالذهب (ZiG) لتعزيز الثقة في النظام النقدي المحلي.

أما نيجيريا فأعادت تنشيط عمليات الشراء الوطنية رغم بقاء الأحجام مستقرة، بينما قررت ناميبيا تخصيص ما يصل إلى 3% من احتياطياتها للذهب المستخرج محليًا.

في رواندا والكونغو الديمقراطية، تستعد السلطات للانضمام إلى الموجة الذهبية عبر خطط لبدء الشراء الرسمي خلال 2025، ما يعكس رغبة القارة في تحصين احتياطياتها ضد الأزمات المالية.

ويرى محللون أن هذه الطفرة في الطلب الرسمي على الذهب تعزز مكانته كملاذ آمن ورمز للسيادة الاقتصادية، لكنها في الوقت نفسه تزيد الضغوط على ميزانيات الدول مع ارتفاع تكلفة الشراء عند الأسعار القياسية الحالية.

كما حذّر مجلس الذهب العالمي من أن أي تصحيح حاد في الأسعار قد يؤثر سلبًا على قيمة الاحتياطيات ومصداقية السياسات النقدية.

ورغم هذه المخاطر، تواصل أفريقيا المضي في “سباق الذهب” بخطوات متسارعة، مدفوعة برغبتها في بناء درع نقدي مستقل يخفف من تقلبات الأسواق العالمية ويمنحها هامشًا أكبر من الاستقلال والسيادة الاقتصادية.