طريق الأحلام.. فكرة مشروع بين نجع حمادي وأرمنت قد تغير وجه مصر
في ظل التحديات التي تواجهها مصر والعمل الجاد والقوي في تحسين البنية التحتية وتعزيز الأمن الغذائي، تبرز فكرة مشروع جديد بطريق مباشر يربط بين مدينتي نجع حمادي وأرمنت بمحافظة قنا، ليكون بمثابة شريان تنموي يوفر الوقت، يقلل الوقت والمجهود، ويفتح آفاقاً لتوسيع المساحة الخضراء.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل هذا الطريق المقترح وإمكانياته في إحداث نقلة نوعية بمنطقة جنوب مصر.
طريق يختصر المسافات والوقت
ويقترح المشروع إنشاء طريق مباشر بين نجع حمادي وأرمنت، يمتد بطول 26 كيلومتراً فقط، مقارنةً بالطريق الحالي الذي يبلغ طوله أكثر من 150 كيلومتراً بسبب دورانه حول "ثنية قنا" الشهيرة عند ثنية النيل.
وهذا الطريق المقترح، الذي تم رصفه بالفعل بطول 20 كيلومتراً، يحتاج فقط إلى استكمال 6 كيلومترات عبر منطقة جبلية ليكتمل، وبحسب الفكرة المقترحة، والمنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سيوفر الطريق ساعتين ونصف في الرحلة بين أسوان والقاهرة والعكس، مما يعزز كفاءة النقل ويقلل الجهد المبذول في السفر.
ويعد هذا الاختصار للمسافة حلاً عملياً لمشكلة السفر الطويل الذي يعتبر من أكبر التحديات في مصر، حيث يربط الطريق بين خمس محافظات، مما يعزز الترابط الاقتصادي والاجتماعي بينها.
كما سيسهم في تقليل استهلاك الوقود المستخدم في السيارات، مما يعني توفيراً اقتصادياً وبيئياً كبيراً.
فرع نيل موازٍ للطريق
وتتجاوز فكرة المشروع كونه مجرد طريق، حيث يقترح إنشاء فرع مائي من نهر النيل يمتد موازياً للطريق من أرمنت إلى نجع حمادي، وهذا الفرع المائي سيحول المشروع إلى مبادرة تنموية متكاملة، تدعم الري الزراعي وتوفر مصدراً مستداماً للمياه.
وهذا الاقتراح يعزز إمكانية استغلال المنطقة المحيطة، التي تمتد على مساحة 2 مليون فدان صالحة للزراعة، لتصبح مركزاً زراعياً وصناعياً وسياحياً.
إمكانيات زراعية وصناعية هائلة
وتتميز المنطقة المحيطة بالطريق المقترح بإمكانيات هائلة، حيث تضم 2 مليون فدان صالحة للزراعة، وهذه المساحة يمكن أن تحول إلى حقول خضراء تنتج محاصيل استراتيجية مثل القمح والذرة، مما يدعم الأمن الغذائي في مصر.
ليس هذا فحسب، بل يمكن استغلال الأراضي لإقامة مناطق صناعية كبيرة، منتجعات سياحية، ومدن سكنية حديثة، مما يعزز التنمية المستدامة في المنطقة.
كما أن تحويل هذه الأراضي إلى مركز تنموي سيفتح آفاقاً جديدة للاستثمار، سواء من خلال إنتاج زراعي مكثف أو من خلال الصناعات التحويلية التي تعتمد على المنتجات الزراعية، مثل مصانع تجهيز الأغذية.
أيضًا المنتجعات السياحية ستستفيد من الموقع الاستراتيجي للمنطقة، القريب من المعالم الأثرية في صعيد مصر.
فرص عمل وتنمية اجتماعية
ومن أبرز فوائد المشروع المقترح هو توفير أكثر من مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وسواء من خلال الأعمال الزراعية، أو البناء، أو الصناعات المرتبطة، أو السياحة، فإن المشروع سيسهم في تحسين مستوى المعيشة في المناطق المحيطة.
وهذه الفرص ستكون بمثابة دفعة اقتصادية لمحافظات الصعيد، التي تعاني من معدلات بطالة مرتفعة نسبياً مقارنة بالمناطق الحضرية.
خطوة نحو التنفيذ
ورغم بساطة الفكرة وإمكانية توفيرها للوقت والموارد، يتطلب المشروع دراسة جدوى دقيقة لضمان نجاحه، واستكمال الـ6 كيلومترات المتبقية في المنطقة الجبلية قد يواجه تحديات لوجستية وفنية، مثل تكلفة الحفر أو التسوية.
كما أن إنشاء فرع مائي موازٍ يتطلب تخطيطاً هندسياً دقيقاً لضمان استدامة الموارد المائية دون التأثير على حصة مصر من مياه النيل.
ومع ذلك، فإن الفكرة تظل قابلة للتنفيذ، خاصة مع وجود 20 كيلومتراً مرصوفة بالفعل، مما يقلل التكلفة الإجمالية للمشروع، وإذا تمت دراسة الجدوى بعناية، يمكن أن يصبح هذا الطريق نموذجاً للمشروعات التنموية التي تجمع بين البنية التحتية والتنمية الزراعية والاقتصادية.
ويعد الطريق المقترح بين نجع حمادي وأرمنت أكثر من مجرد ممر للنقل، إنه بوابة لتحقيق طفرة تنموية في جنوب مصر، ومن خلال تقليص المسافات، توفير الوقود، وفتح 2 مليون فدان للزراعة والاستثمار، يمكن لهذا المشروع أن يعزز الأمن الغذائي، يوفر ملايين فرص العمل، ويحول الصعيد إلى مركز اقتصادي نابض بالحياة.
