من الفلاحين للمصانع العالمية.. نبات "التيل" المصري دخل في صناعة الشرائح الإلكترونية والموبايلات: الفدان الواحد منه بيكسب أكتر من 350 ألف جنيه!

يمكن أول مرة تسمع عن نبات اسمه "التيل"، بس صدق أو لا تصدق.. النبات ده بيتزرع في مصر من زمان جدًا، وبقى النهارده ليه استخدامات مذهلة بتدخل في التكنولوجيا الحديثة وصناعة الشرائح الإلكترونية والموبايلات!
مش بس كده، ده كمان من المحاصيل اللي بتكسب الفلاحين مكاسب كبيرة، والفدان الواحد ممكن يجيب أكتر من 350 ألف جنيه في الموسم!
تعالوا نحكي الحكاية من الأول: إيه هو التيل وبيتزرع فين وليه بقى مهم بالشكل ده؟
التيل نبات ألياف، اتعرفت زراعته في مصر من مئات السنين، خصوصًا في الأراضي الطينية الخصبة في كفر الشيخ، الدقهلية، الغربية، والبحيرة.
وبيعتبر واحد من المحاصيل الصيفية اللي بتتزرع في شهور الحر، وبتحتاج حوالي 6 شهور زراعة قبل الحصاد.
بس زراعة التيل مش معقدة، الفلاح بيبدأ بحرث الأرض وتجهيزها، وبعدها بيزرع التقاوي في جور، والمسافة بين كل جورة والتانية حوالي 15 سم.. وكل فدان بيحتاج تقريبًا 15 كيلو تقاوي، ومع شوية تنظيم في الري والتسميد، الإنتاج بيكون ضخم جدًا.

في مصر، أنسب أنواع التقاوي هي جيزة 3، وسخا 103، وسخا 112، وسخا 113، ودي أصناف قوية بتتحمل حرارة الصيف ومقاومة للأمراض.
الفدان الواحد بينتج من 18 لـ20 طن ألياف، وكمان حوالي 11 طن بذور، وده بيخلي أرباح الفدان توصل لـ350 ألف جنيه سنويًا!
وسعر طن الألياف بيوصل لـ10 آلاف جنيه، أما طن البذور فسعره حوالي 15 ألف جنيه، وده اللي بيخلي محصول التيل مكسب مضمون للفلاحين.
لكن الأهم من المكسب هو الاستخدامات المدهشة لألياف وبذور التيل.
الألياف بتدخل في صناعة شرائح الكمبيوتر وأجهزة الموبايل، لأنها خفيفة وموصلة للحرارة ومقاومة للصدأ.
كمان بيتم خلطها مع حبوب الذرة المتخمرة عشان يصنعوا منها البلاستيك الحيوي، اللي بيستخدم كبديل للبلاستيك العادي في الصناعات الإلكترونية والبلاستيكية الحديثة.
أما البذور، فبيستخرج منها زيت التيل، وده من الزيوت القيمة اللي بتدخل في صناعات الزيوت المختلفة.
وعملية استخراج الألياف نفسها ليها مراحل دقيقة:
بعد ما النبات يتقطع، بيتساب شوية لحد ما الأوراق تذبل وتتساقط، وبعدها المزارع بياخد الأعواد ويحطها في مجارٍ مائية لمدة حوالي 15 يوم، وبيغطيها بأحجار عشان تفضل غاطسة.
بعد كده بتتجفف، ويتفصل منها الألياف اللي بتتباع للمصانع.
المميز كمان إن التيل محصول صديق للبيئة، زراعته بتتم في أراضي طينية عادية من غير ما يسبب أي تلوث، وأليافه بتدخل في منتجات مستدامة بتستبدل البلاستيك المضر.
يعني ببساطة، التيل بقى رمز لمستقبل الزراعة الذكية في مصر.. نبات بدأ رحلته من الحقول الطينية، ودلوقتي بقى داخل في مصانع الإلكترونيات والموبايلات في أوروبا وأمريكا!