إمبراطورية العسل في قلب طنطا.. "شبشير الحصة" قضت على البطالة بتصدير 60% من عسل مصر للعالم!
في الوقت اللي قرى كتير بتعاني فيه من البطالة وهجرة الشباب، قرية صغيرة في الغربية قررت تمشي عكس الاتجاه .. "شبشير الحصة" بقت اسم يضرب بيه المثل في الشغل والإنتاج.. مش بس على مستوى مصر، لكن كمان في العالم كله! القرية اللي النحل فيها مش مجرد حشرة، لكنه شريك حياة بيحول العرق والمجهود لعسل بيغزي البيوت ويدخل عملة صعبة للبلد، وده عشان بيتعاملوا مع النحل زي عيالهم وأكتر.
لما تدخل قرية شبشير الحصة التابعة لمركز طنطا، أول حاجة هتلفت نظرك هي صوت النحل اللي مالي الجو، وريحة العسل اللي بتفوح من كل ناحية، هنا الشغل ما بيقفش، والمناحل بقت جزء من ملامح القرية زي الجامع والمدرسة بالظبط.
من زمان، وأهل القرية ورثوا المهنة دي عن أجدادهم، وطوروا فيها جيل بعد جيل لحد ما بقت شبشير أكبر مركز لإنتاج وتصدير العسل في الشرق الأوسط.
لدرجة ان حوالي ٩٠٪ من سكان القرية بيشتغلوا في تربية النحل وصناعة العسل، وكل بيت تقريبا عنده منحل صغير أو بيشارك في واحد.
كمان الشباب هناك مبيفكروش يسافروا ولا يسيبوا البلد.. بالعكس، القرية بقت مقصد للعمال من القرى التانية اللي بييجوا يشتغلوا ويتعلموا المهنة.
وخليني أقولك ان إنتاج شبشير مش أي إنتاج.. العسل بتاعهم معروف بنقائه وجودته العالية، أنواع كتير بتطلع من خلاياهم زي عسل البرسيم، عسل الينسون، عسل الموز، عسل البردقوش، وكل نوع ليه موسمه ونكهته المميزة.
مش كده وبس، منتجاتهم كمان بتوصل للعالم كله، من أوروبا لحد الخليج، والقرية بتنتج لوحدها حوالي ٦٠٪ من عسل مصر كله!
أهل شبشير بيقولوا إن السر في النجاح هو الشغف وحب الشغل، اصل النحالين هناك بيهتموا بكل خلية كأنها كائن حي بيحتاج رعاية دقيقة.
بيختاروا أماكن الخلايا حسب الموسم، بينقلوها من مزارع البرسيم في الصيف، لمزارع الموالح في الربيع، عشان النحل يلاقي أحسن أنواع الزهور يجمع منها الرحيق.
القرية كمان ما اعتمدتش بس على العسل.. لأ، دخلوا في صناعات مرتبطة زي شمع الأساس وغذاء الملكات وسم النحل اللي بيدخل في علاجات وأدوية .. وده خلى شبشير تبقى تكتل اقتصادي حقيقي، نموذج لقرية مصرية قدرت تخلق فرص عمل حقيقية وتصدر منتج محلي بجودة عالمية.
أما أجمل حاجة هناك، فهي روح الناس.. البساطة، والهمة، والفرحة باللي بيعملوه، كل واحد فيهم بيحكي بفخر عن النحل بتاعه كأنه بيحكي عن أولاده.
شبشير النهارده مش بس قرية بتنتج العسل، دي قصة نجاح مصرية خالصة.. حكاية قرية حولت خلية النحل لمصدر رزق وحياة، وخلت شعارها الحقيقي: "إحنا بنزرع العسل.. وبنحصد الأمل".
