رمان البداري يدخل عصر الـ"ذهب الأحمر".. أسيوط تطلق أول مصنع متكامل لمنتجات الرمان لربط الزراعة بالصناعة العالمية

بيقولوا عليها مدينة الرمان.. وجواهها الخير مزروع في كل فدان.. بلد بسيطة في قلب الصعيد، بس شهرتها وصلت لحد أوروبا ودول الخليج!
البداري .. المكان اللي حول ثمرة الرمان العادية لحكاية نجاح مصرية بتتباع بره أغلى من الدهب.
هنا في البلد دي، الفلاحين بيصحوا مع أول ضوء عشان يجمعوا اللؤلؤ الأحمر اللي الدنيا كلها مستنياه، والتجار بيستنوا موسمه من السنة للسنة زي ما الناس بتستنى العيد.
إزاي قرية صغيرة قدرت تنافس العالم بمحصولها؟ وإيه السر اللي خلى رمانها يبقى مميز بالشكل ده؟
في قلب الصعيد، وتحديدًا في مركز البداري بأسيوط، البلد اللي اتشهرت بالرمان الأحمر زي الجوهرة اللي بتنور في الشمس، بتتولد دلوقتي حكاية جديدة عنوانها "من الزرع للمصنع".. مشروع كبير هيغير شكل الزراعة والصناعة في المنطقة كلها.

الحكاية بدأت بفكرة بسيطة جدًا: بدل ما الرمان يتصدر خام برة مصر بأسعار قليلة، ليه منصنعش منه منتجاتنا هنا في أسيوط؟ عصير، ودبس، ومنتجات مجففة.. كلها تخرج من نفس الأرض اللي زرعت الخير بإيدين الفلاحين.
الفكرة دي اتحولت لحقيقة، مع بدء إنشاء أول مصنع متكامل لمنتجات الرمان في مركز البداري، على مساحة 40 فدان بالمنطقة الصناعية بالكوم الأحمر.
المرحلة الأولى بدأت فعليًا على 10 أفدنة، بخطوط إنتاج حديثة ومجهزة على أعلى مستوى، علشان منتجات الصعيد تدخل المنافسة في الأسواق العالمية من أوسع الأبواب.
والمشروع ده جاي بدعم من هيئة تنمية الصعيد، وتحت إشراف محافظ أسيوط اللواء دكتور هشام أبو النصر، اللي قال إن المصنع ده مش بس مصنع.. ده "نقلة حقيقية في مستقبل الزراعة والصناعة في الجنوب"، لأنه هيخلق فرص عمل جديدة، وهيخلي الفلاح يشوف نتيجة تعبه بعينه، بدل ما يبيع المحصول لتجار بيكسبوا أكتر منه.
محافظة أسيوط أصلًا من أكتر المحافظات اللي بتزرع رمان في مصر، والمساحات المزروعة هناك بتعدي 11 ألف فدان، بإنتاج بيقرب من ربع مليون طن سنويًا من أجود وأحلى رمان ممكن تشوفه.
طعمه ولونه المميز خلوه مطلوب في السعودية والكويت والعراق وروسيا، وحتى في أوروبا.. واللي بيدوقه مرة، بيدور عليه تاني.
وخليني اقولك ان الناس هناك بتستنى موسم الرمان زي ما بتستنى العيد، والفلاحين بيصحوا من بدري عشان يجمعوا المحصول اللي تعبوا فيه شهور طويلة.
ومع المصنع الجديد، مفيش تعب هيضيع بعد كده، لأن كل ثمرة هتتحول لمنتج مصري يحمل اسم "البداري" ويفتخر بيه العالم كله.
المهندس محمود صبحي، وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، أكد إن مركز البداري هو الأول على مستوى الجمهورية في إنتاج الرمان، وقال إن المشروع ده هيخلي أسيوط نموذج حقيقي لفكرة "الزراعة الصناعية"، اللي بتربط الأرض بالمصنع، وبتخلي كل فدان قيمة مضافة جديدة للاقتصاد المصري.
واختيار موقع المصنع في الكوم الأحمر مش صدفة، لكنه مدروس بعناية، لأنه قريب من الأراضي المزروعة ومن شبكات النقل، وده هيسهل كل حاجة من التوريد لحد التصدير.
يعني الصعيد النهارده مش بس بيزرع.. الصعيد بيصنع وبيصدر كمان .
ومع انطلاق المصنع ده قريبًا، البداري هتبقى مش بس عاصمة الرمان في مصر، لكن مدينة بتحكي للعالم كله قصة نجاح جديدة طالع ريحتها من أرض أسيوط.
رمان البداري .. طعمه مصري 100%، بس صيته عالمي.